للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحال طاقا بغير بطانة [١١٢] فبقى متعجبا وأخذها وأمسك.

فلما خلا الملك استدعاهما وقال لهما:

- «أنا أعلم أنكما فضوليان وكأنّى بكما وقد قلتما «ما أشحّ هذا السلطان! طلب منه بعض خواصّه فروة منذ أمد ودافعه بها فلمّا أراد عطاءها له أمره بكذا بخلا بالبطانة» » فقبّلا الأرض وقالا:

- «لا إله إلّا الله يا مولانا ان تتصوّرنا بهذه الصورة.» فقال: «بلى أنتما كذلك، فاعلما أنّ فى جوانبنا من الثياب السقلاطون ما يمكننا أن نعمّ به عسكرنا لو أردنا أن نعطى جميعها وهذه البطائن الوبر قليلة وإنّما تحمل إلينا منها فى السنة من البلاد البعيدة الخارجة عن ممالكنا العدّة اليسيرة ولو وهبنا لهذا الديلمي بطانة الفرجية لرفعناه الى منزلة لا يستحقها لأنّه أقل من أن يدفع إليه مبطنا. ثم طلب منا غدا من هو أجل منه جبّة مبطنة بوبر فخرج ما فى خزائننا من هذا الجنس الى نفر قليل.» وقد ذكر أرسطاطاليس فى رسالته المشهورة:

«إنّ الملوك ملك سخىّ على نفسه سخىّ على رعيته وملك شحيح على نفسه شحيح على رعيّته وملك سخىّ على نفسه شحيح على رعيّته وملك شحيح على نفسه سخىّ على رعيته. فسابقهم الى الفضل [١١٣] من كان سخيّا على نفسه سخيا على رعيته وتاليه من كان شحيحا على نفسه سخيّا على رعيته وعضد الدولة كان كذلك إلّا أنّ طلب الدرجة العليا أعبق بذوي الكرم وسبب الغاية القصوى أولى بأولى الهمم. ولعل بعض من يقرأ كتابنا يقول: أما كان يسع طىّ هذا البساط وقطع هذا الرباط فكم قد طوى من خبر ومحا من أثر. بلى ولكنا أردنا الخير وقصدنا النفع حتى إذا تأمل المتأمل ذلك وتلك الأحاديث الجميلة والأفاعيل الشريفة استلذ من طيبها واستروح

<<  <  ج: ص:  >  >>