أبا محمد القاسم وهو ببردشير فانزعج منه وكان يقاربه أكراد قتال يعرفون بالمالكية فاستدعاهم وتوجه معهم الى دارزين وخرج إليهم بما يريده من قصد طاهر والإيقاع به فقالوا له:
- «هذا رجل قد اجتمع إليه الديلم [٤١] وكثرت عدته وقويت شوكته وما نستطيع لقاءه ومقاومته ولكننا نسلك سبيل الحيلة عليه ويمضى منا جماعة على وجه الاستئمان اليه فإذا حصلوا عنده طلبوا غرّته فى بعض متصيداته فإنّه كثير الصيد مشغوف بالركوب إليه فى كل وقت فتكون قد بلغت الغرض ولم تركب الخطر.» فكتب أبو محمد الى أبى موسى خواجة بن سياهجنك بما جرى بينه وبين هؤلاء الأكراد واستشاره فيه فأجابه ب:
- «انّى أعرف بهذه الأمور وأملك لها وأولى بها منك، وينبغي أن تخلى بيني وبينها وتدعني وما أدبره منها وتتشاغل بشأنك وتتوفر على ما يتعلق بك.» فاغتاظ من هذا الجواب وصرف الأكراد وأقام بموضعه من دارزين وصار أبو موسى خواجة من جيرفت اليه على أن يجتمعا ويقصدا طاهرا بنرماسير.
فلما حصل على مرحلة من دارزين جمع ابن خلف عساكره فاستشارهم فيما يفعله فقالوا له: أحوالنا ضعيفة وعددنا قليلة ولا فضل فينا للحرب إلّا بعد الاستظهار بالدواب والاسلحة. واستقر الرأى بينه وبينهم على أن يتوجهوا إلى الجروم ويعتصموا بأهلها وهم قوم عصاة متغلبون وفيهم بأس وقوة فصاروا إليها ورجع أبو موسى وأبو محمد إلى جيرفت واستعاد الأكراد المالكية فلم يعودوا. وجمعا من معهم من الجيل وأطلقا لهم المال ووافقاهم على النهوض لقصد الجروم وقصد ابن خلف وفى مضىّ ما مضى من الأيام ثبت ابن خلف وحصّل لنفسه وللديلم الذين معه عدة وسلاحا وكراعا.
وتوجه أبو موسى وأبو محمد للقائه فلقياه فى القرية المعروفة بنهر خره هرمز