للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وقد سار ما مضى من القول واتصل بهم وقوفا متعلق الحشاشة بالقدرة بين أوداجه وحلقومه وهو يوصى بأذاى ويعهد إلى ابن العلاف فى مكروهي.

فإن أخذ سيدنا بيدي وتولى مطالبتهم ببعض الغلمان وأرهقهم حتى لا يجدوا منه محيصا طمعت فيها وإلّا استشعرت الإياس وبعت الأشهب واشتريت بثمنه ورقا وحبرا وزيتا للسراج وأحييت ليلتي بهجاء القرود. فإنّ القائل يقول:

ما لي مرضت ولم يعدني عائد ... منكم ويمرض كلبكم فأعود

«سمّى شاعر الكلب، وسأسمّى أنا بسبب قوفا شاعر القرد. واليوم الثالث من ضمان ابن العلاف الدراهم لسيدنا وعرفني من رآه عند قوفا يستأمره فأظنه منعه من الإطلاق وأعوذ بالله من أن أكون أنا فى طمع هذين النذلين وأبو جوّال [١] بالسواء. حسبي بهذا تحريصا على صفع القوم وتحريكا فى مناجزتهم.

«وأنا منذ الغداة قرين الزبزب فى مشرعة دار صاعد حتى نزل محمد الدواتى وعرفت خبر انحداره راكبا فانصرفت والله تعالى يودعنى فيه السلامة. وقد أنفذت الأشهب [٦٨] بهذه الرقعة وتقدمت اليه ان لم ير وجها لتحريك أمره فى تسببه ان يشد نفسه مع البغال ويعتلف الى ان يفرج الله تعالى ثم يعود الى اصطبله ثم لم يكن فيه نهوض للحضور فان تأخر هذا الباب طرحته على الماء حتى ينحدر الى المشرعة وربطته مع الزبزب ان شاء الله تعالى.» وله إلى أبى اسحق من جملة مدائح له فيه كثيرة أبيات وجدتها فى نهاية


[١] . جاء فى الحاشية: أبو جوال ملاح كان لأبى اسحق فى زبزبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>