فى يد أبى العباس ابن واصل [١] عبادان والبحر وفى يد لشكرستان بن ذكى البصرة وفى يد السيفية والزطّ السواحل وقصب البلاد التي تجاورها.
وكانت أكثر مادة صمصام الدولة بفارس من الفرّخان لأنه كان يمده بالأموال والحمل فى كل وقت فسعى قوم فى إفساد أمره عنده وقالوا له: إنه على العصيان. ومنع جانبه وقطع ما جرت عادته بحمله والإمداد به.
فكاتبه صمصام الدولة بالورود إلى بابه مختبرا بذاك ما عنده وقد كان الخبر انتهى الى الفرّخان بما تكلم به فيه. فصار اليه بهدايا واموال حسن موقعها منه فخلع عليه واستحجبه ورده الى موضعه وجرى على رسمه فى الخدمة والتزام شرائط الطاعة.
وتوفى العلاء بن الحسن بعسكر مكرم، فلم يكن فى مملكة صمصام الدولة أوجه من الفرّخان ولا أوسع حالا وأعظم هيبة فى نفوس الجند منه.
فاستقرت الوزارة له على أن يتوجه إلى الأهواز ويدبر أمورها وأمور الأولياء الذين بها ويستخلف له بشيراز أبو اسحق ابراهيم بن أحمد ومنصور بن بكر.
فأقام أبو اسحق بحضرة صمصام الدولة وصار منصور إلى فسا لتقرير أعمالها ولم [٧٧] يطل مقامه بها حتى استعيد وأنفذ إلى شقّ الروذان ثم لم يثبت هناك وانصرف من غير إذن الى الباب فأنكر صمصام الدولة فعله وأمر بإحضاره وضربه. فضرب وانصرف عن شركة أبى اسحق وتفرد أبو اسحق
[١] . قال فيه صاحب تاريخ الإسلام: أبو الغنائم ابن واصل كان يخدم فى الكرخ وكانوا يقولون انه يملك ويهزؤون به ويقول بعضهم: ان صرت ملكا فاستخدمنى ويقول الآخر اخلع علىّ. فآل أمره الى أن ملك سيراف ثم البصرة ثم قصد الأهواز وحارب السلطان بهاء الدولة وهزمه ثم تملك البطيحة وأخرج عنها مهذب الدولة على ابن نصر الى بغداد فنزح مهذب الدولة بخزائنه فأخذت فى الطريق واضطر الى ان ركب بقرة واستولى ابن واصل على داره وأمواله. ثم ان فخر الملك أبا غالب قصد ابن واصل فعجز عن حربه واستجار بحسان الخفاجي ثم قصد بدر بن حسنويه فقتل بواسط فى صفر سنة ٣٩٧ (مد) .