وورد الفرّخان الأهواز فلم يمش الأمور بين يديه على ما كان يتقرر من ذاك وأنفذ أبو على الحسن بن أستاذ هرمز وجرى أمره على ما تقدم ذكره فى موضعه.
ووصل بهاء الدولة الى فارس والفرخان فى جملة من صحبه من الناس.
فتكلم عنده على حاله وعظمها وأمواله وكثرتها فقبض عليه وألزم صلحا وسلّم إلى أبى العلاء عبيد الله بن الفضل ثم إلى الصاحب أبى محمد ابن مكرم وأفرج عنه بعد أدائه إيّاه وخروجه منه.
وأنفذ إلى جويم السيف لقتال الزط والسيفية وصار الى فسا واستصحب أكثر الديلم الذين بها وجرد إليه مردجاوك فى طائفة كثيرة من الغلمان العراقية وأقام بجويم مدة واستخرج أموالا من النواحي الغربية وامتنع عليه من اعتصم بقلعة او أوى إلى الجبال الحصينة.
وقضى نحبه فى أثناء ذلك ووقع الاحتياط على ما صحبه من مال وتجمل وحمل بأسره إلى شيراز وكان بهاء الدولة يعتقد فى ثروته ويساره أمرا عظيما.
فلمّا توفّى كثر القول عليه فيما تركه من الحال وخلفه من الودائع وأودعه داره من الذخائر، فندب الوزير أبا غالب للتوجه إلى نائبنذ وسيراف واستقضاء ذلك أجمع وإثارته وتحصيله ورسم له قصد الدار بنفسه وهي من سيراف على خمسة عشر فرسخا وأن يبالغ فى الكشف والفحص عنه ولا تقنع إلّا بأن يتولى كل [٧٨] أمر تولى المشاهدة والمباشرة. وكان للفرّخان ثقة [١] يعرف ببابان مجوسي ويحيط علمه بكل ما يملكه الفرّخان فوق الأرض