ومظهرين للهزيمة وسمع عنهم أنهم قالوا: قد كسر صاحب الجيش، خاف وجمع الديلم الرجالة وحمل الأثقال وصار إلى الجبل وضرب رقبة دعيج وصلبه بالمدائن وعرف من بعد حقيقة الأمر واستحيا ودخل إلى بغداد كالمستوحش من أبى جعفر ثم كاتبه وعذره فرجع اليه. وصار أبو جعفر بعد ذاك إلى الكوفة ومعه أبو على ابن ثمال ورجع أبو الفتح ابن عنّاز إلى طريق خراسان.
قال الحاجب أبو طاهر:
- «ولما حصل صاحب الجيش أبو جعفر بالكوفة نزل فى دار ابى الحسن محمد بن عمر ثم لم يبعد أن وردت الأخبار بانحدار قرواش ورافع بن الحسين وقراد بن اللديد وغريب ورافع ابني محمد بن مقن فى جمرة بنى عقيل ومن استجاشوا به من طوائف الأكراد ونزولهم الأنبار عاملين على قصد الكوفة ولقاء أبى جعفر وأبى على بن ثمال. وعرف بنو خفاجة ذاك ففارقوا أبا على وتوجهوا منصرفين.
فقال أبو على لأبي جعفر:
- «يا صاحب الجيش، أنفذ معى من يردّهم [٨٦] .» فأنفذ معه الظهير أبا القاسم وخرجا حتى انتهيا إلى قريب من القادسية والقوم متفرقون قد أخذ كل قوم منهم طريقا ومنهم من يريد البصرة ومنهم من يريد البرية. فقال أبو على للظهير لمّا شاهدهم:
- «تقدم بضرب البوقات.» ففعل ذاك. فلما سمعوا الصوت وكل إنسان منهم قد أخذ وجهته لووا رؤوس خيلهم واجتمعوا إلى أبى علىّ وقالوا له: