للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني أبو الحسن على بن عيسى صاحب البريد قال:

كان ابن ابى العباس العلوي ممن سلك الطريق الذميمة وارتكب المراكب القبيحة. فلمّا ورد عميد الجيوش هرب إلى ميافارقين وبلغه خبر حصوله فيها ومقامه فيها فبذل مائة دينار لمن يفتك به ويقتله ووسط ذاك بعض من أسر إليه وعوّل فيه عليه وأنهى الأمر الى تعديل الدنانير عند بعض التجار فى ذلك البلد، وتقدّم عميد الجيوش بأخذ سفتجة بها وإنفاذها. وبينما هو في ذلك عرض عليه كتاب بوفاة ابن أبى العباس هذا. فضحك وقال لى:

- «قد بلغنا أيّها الأستاذ المراد وربحنا الغرم ونحن نصرف الآن هذه الدنانير فى الإراحة من مفسد آخر.» وسلك مثل هذه الطريقة مع أهل الشر من الكتّاب والمتصرفين وغرق منهم جماعة فى أوقات متفرقة ومن جملتهم طاهر الناظر كان فى دار البطيخ وله صهر من الأتراك يعرف بالأعسر من وجوههم ومفسديهم، وأبو على ابن الموصلية عامل الكار.

فأذكر وقد جاءني ابن الموصلية هذا ليلا وكان هاربا مستترا وقال لى:

- «قد خدمتك الخدمة الطويلة وأوجبت عليك الحقوق الكثيرة وفى مثل هذه الحال أريد ثمرة ذلك ورعايته.» فقلت: «ما الذي تريده لأبذل جهدي فيه.» قال: «عرفت حالي فى وقوع الطلب لى ومتى ظفر بى قتلت أو بقيت على جملتي فى التوقّى والتخفّى لم يكن لى مادة أمشّى بها أمرى وأستر من ورائي وأريد أن تخاطب الصاحب أبا القاسم بن مما فى بابى وتذكره بخدمتى وحرمتي [١٠١] وتسأله خطاب عميد الجيوش فى إظهارى وإيمانى.

قلت: «أفعل ولا اترك ممكنا فى ذلك.» فشكرنى وانصرف وباكرت أبا القسم فقلت:

<<  <  ج: ص:  >  >>