تاريخ الانتساخ) من ناحية، ومليئة بأخطاء الاستنساخ من ناحية أخرى. وأمّا كثرة الأخطاء والتصحيفات فيها فترجع في ما نظنّ، إلى أمرين: أولهما عدم وضوح الخطّ في الأصل الذي نقل عنه الكاتب، وثانيهما عدم الثقافة اللازمة لمثل هذا العمل عند هذا الكاتب. ولذلك بالذات، ظهرت في هذه المخطوطة أخطاء فادحة وتصحيفات عجيبة كثيرة تبلغ عشرين إلى ثلاثين خطأ في صفحة واحدة، وهي وصلت فعلا حوالى الخمسين في الصفحة الأولى من الكتاب من خطأ وبياض.
وهنا لا بأس في أن نذكر نماذج من أخطاء هذه المخطوطة ليقف القارئ على نوعيّة الأخطاء، ومن ثمّ على قيمة هذه المخطوطة السلبيّة: لقد كتب الناسخ خطأ «عمر بن خان» بدل «غزا برجان» ، و «عهته» ! بدل «عرضه» ، و «على حاله مؤخرا» ! بدل «على خاله سوخرا» ! و «أبوال» ! بدل «أموال» ! و «يعرضوا السن» بدل «صغير السنّ» ! و «فطرر بن» بدل «وضرار بن» ! و «ما قدر جمعا إنّك في هذا الأمر» ! بدل «ما قدر جعالتك في هذا الأمر» ، و «قبالة بخطه» ! بدل «قبالة لحظه» ! و «ناش» ! بدل «باشر» ، و «وكان سعد هذا تزوّج أمّه خدمة لجذيمة» ! بدل «تزوّج أمة تخدم لجذيمة» ! و «خر شدن» بدل «خر شيدان» ! وأخطاء كثيرة أخرى، لا جدوى لذكر جميعها.
وبالنظر إلى الحالة هذه، فإنّا اعتمدنا أساسا على نسخة أياصوفيا (الأصل) ثم (مط) كما استعنّا بالأصول التاريخية خاصة بالطبرى، وبالمخطوطات الناقصة الموجودة في متناولنا مثل: مح، آ، تد، (والأخيرة عن طريق نشرة دى خويه) كما استعنّا بصورة غير مباشرة بالمخطوطتين اللتين استفاد منهما الدكتور احسان عباس في نشرته لعهد أردشير التي رمز إليها ب: ر، غ، خصيصا لتحقيق العهد (أنظر مقدمته لنشرته) .
ونعنى بالأصول التاريخية، تاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، والآثار الباقية للبيرونى، وسير الملوك للثعالبي، والمروج للمسعودي، وحمزة والدينوري وغيرها. وهذه- ما خلا الطبري- استفدنا منها في قسم ما قبل الإسلام، أى ما يخصّ بالتاريخ الإيرانى القديم، لا سيّما في تحقيق الأعلام الإيرانية.