للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء ولا من القبق [١] ، وإنّكم قد غلبتم على بلادي وأمّتى، وأنا اليوم منكم، ويدي مع أيديكم، وصفوي معكم، وجزيتنا إليكم، والنصر لكم، والقيام بما تحبّون، فلا تذلّونا بالجزية [٤٤١] فتوهنونا لعدوكم.» فقال عبد الرحمن: «فوقى أمير قد أظلّك، فسر إليه.» فجوّزه فسار إلى سراقة، فلقيه بمثل ذلك.

فقال سراقة: «قد قبلت ذلك ممن كان معك على هذا ما دام عليه، ولا بدّ من الجزى ممن يقيم ولا ينهض.» فقبل ذلك، وكتب سراقة إلى عمر بن الخطّاب بذلك، فأجازه، وحسّنه، وصارت سنّة فيمن يحارب العدو من المشركين وفيمن لم يكن عنده الجزى أن يستنفروا، ثمّ يوضع عنهم جزى تلك السنة.

ووجّه سراقة بعد ذلك بكير بن عبد الله، وحبيب بن مسلمة، وحذيفة بن أسد، وسلمان بن ربيعة إلى الجبال المطيفة بأرمينية، ووجه بكيرا إلى موقان، وحبيبا إلى تفليس، وحذيفة إلى جبال اللّان، وسلمان إلى الوجه الآخر، وكتب سراقة بالفتح وبمن وجّه من هؤلاء النفر. فأتى عمر بن الخطّاب أمر لم يكن يرى انّه يستمر بتلك السرعة بغير مؤونة. فلما استوسق الأمر بتلك الناحية واستحلوا عدل الإسلام مات سراقة واستخلف عبد الرحمن بن ربيعة.

فأقرّ عمر عبد الرحمن على فرج الباب، وأمره بغزو الترك. فخرج [٤٤٢] عبد الرحمن بالناس حتى قطع الباب.

فقال له شهربراز: «ما تريد أن [تصنع] [٢] ؟» قال: «أريد بلنجر.» قال: إنّا لنرضى منهم أن يدعونا من دون الباب.»


[١] . في الطبري: القبج.
[٢] . بياض في الأصل، وما أثبتناه عن مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>