للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا أتاها، قال لأهلها في ما يقول:

- «أنا أعجب ممن يصدّق بأنّ عيسى يرجع، ويكذّب بأنّ محمدا لا يرجع، وقد قال الله: «إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد.» [١] فمحمد أحقّ بالرجوع.» فوضع لهم الرجعة.

ثم قال: «ما من نبىّ إلّا وله وصىّ، وعلىّ وصىّ محمّد.

ثم قال: «من أظلم ممن لم يجز وصيّة رسول الله- صلى الله عليه- ووثب على حقّ ليس له، وتناول [أمر] [٢] الأمة؟» ثم قال: «هذا عثمان قد غصب عليّا، وغيّر وبدّل، وكان وكان، فانهضوا [٤٨٣] في الأمر، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واطعنوا على أمرائكم تجدوا مقالا، وادعوا إلى هذا الأمر.» وبثّ دعاة في الأمصار، وكاتب من استفسده في الأمصار وكاتبوه. ودعوا في السرّ إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف، وتكاتب أهل الأمصار، حتى أوسعوا الأرض إذاعة، وتناولوا المدينة.

فدخل قوم على عثمان، فقالوا:

- «يا أمير المؤمنين، أيأتيك ما يأتينا؟» قال: «لا، ما جاءني إلّا السلامة.» قالوا: «فإنّا قد أتانا كيت وكيت.» قال: «فأشيروا علىّ.» قالوا: «نشير عليك أن تبعث رجالا ممن تثق بهم إلى الأمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارهم.» فدعا جماعة من وجوه الصحابة فيهم عمار بن ياسر، فأرسل أحدهم إلى


[١] . س ٢٨ القصص: ٨٥.
[٢] . تكملة من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>