للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكوفة، وأرسل آخر إلى البصرة، وأرسل عمارا إلى مصر، وأرسل ابن عمر إلى الشام، وفرّق الباقين في البلاد. فرجعوا جميعا قبل عمار فقالوا:

- «أيها الناس، ما أنكرنا شيئا ولا أنكره أعلام المسلمين، ولا عوامّهم، والناس ساكتون [٤٨٤] قارّون.» فاستبطأ الناس عمّارا، فلم يفجأهم إلّا كتاب من عبد الله بن أبى سرح يخبرهم:

أنّ عمارا قد استماله قوم بمصر، وقد انقطعوا إليه، منهم: عبد الله بن السوداء، وسودان بن حمران، وفلان وفلان.

فكتب عثمان إلى أهل الأمصار:

«أما بعد، فإنّى آخذ العمّال بموافاتي في كلّ موسم، فاقدموا علىّ.» فقدم عليه عبد الله بن عامر، ومعاوية، وعبد الله بن سعد، وأدخل في المشورة سعدا وعمرا. فقال:

- «ويحكم! ما هذه الشكاة، وما هذه الإذاعة؟ إنّى والله لخائف أن تكونوا مصدوقا عليكم، وما يعصب هذا إلّا بى.» فقالوا: «لا والله، ما صدقوا ولا برّوا، ولا يجلّ الأخذ بها، والانتهاء إليها.» قال: «فأشيروا علىّ.» قالوا: «هذا أمر يصنع في السرّ، ثم يلقى إلى غير ذى المعرفة، فيخبر به، فيتحدّث به الناس في مجالسهم.» قال: «فما دواء ذلك؟» قالوا: «طلب هؤلاء القوم، ثم قتل الذين يخرج هذا من عندهم.» وقال معاوية: «ولّيتنى، فولّيت قوما لا يأتيك عنهم إلّا الخير.» قال: «فما الرأى؟» قال: «حسن الأدب.» قال: «فما ترى [٤٨٥] يا عمرو؟»

<<  <  ج: ص:  >  >>