للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «نلقاهم بالذي أمرت به. فإذا جاءنا أمر ليس عندنا منك فيه وصاة اجتهدنا الرأى، وكلّمناهم على قدر ما نسمع منهم ونرى أنّه ينبغي.» قال: «أنت لها.» فخرج القعقاع حتى قدم البصرة. فبدأ بعائشة، فسلّم عليها، ثم قال:

- «أى أمّه! ما أشخصك. وما أقدمك؟» قالت: «أى بنىّ! الإصلاح [١] بين الناس.» قال: «فابعثى إلى طلحة والزبير، حتى تسمعي كلامي وكلامهما.» فبعثت إليهما، فجاءا. فقال: سألت أم المؤمنين: ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد؟ فقالت:

- «الإصلاح [٢] بين الناس.» [فقلت] : «فما تقولان أنتما: متابعان، أم مخالفان؟» قالا: «متابعان.» قال: [٥٣٩] فأخبرانى ما وجه هذا الصلاح؟ فوالله لئن عرفناه لنصلحنّ [٣] ، وإن أنكرناه لا نصلح.» [٤] قالا: «قتلة عثمان. فإن هذا إن ترك كان تركا للقرآن، وإن عمل به كان إحياءا للقرآن.» قال: «قد قتلتم بالبصرة من زعمتم أنهم قتلة عثمان، وأنتم كنتم قبل قتلهم أقرب إلى الاستقامة منكم اليوم، قتلتم ستمائة إلّا رجلا فغضب لهم ستة آلاف، فاعتزلوكم، وخرجوا من بين أظهركم، وطلبتم ذلك الواحد الذي أفلت- يعنى


[١] . في الأصل: صلاح.
[٢] . في الأصل: لصلاح.
[٣] . في الأصل: ليصلحنّ.
[٤] . في الأصل لا يصلح. وما أثبتناه يوافق الطبري (٦: ٣١٥٦) والكامل (٣: ٢٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>