للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرقوص بن زهير- فمنعه ستة آلاف وهم على رجل [١] . فإن تركتموهم كنتم تاركين لما تقولون، وإن قاتلتموهم والذين اعتزلوا فأديلوا عليكم، فالذي حذرتم وقوّيتم به هذا الأمر أعظم مما أراكم تكرهون، وإن أنتم أحميتم مضر وربيعة من أهل هذه البلاد، فاجتمعوا على حربكم وخذلانكم نصرة لهؤلاء، كما اجتمع هؤلاء لأهل هذا الحدث العظيم والذنب الكبير.» قال: أقول: «إنّ هذا الأمر دواؤه التسكين، فإذا سكن احتلجوا. فإن أنتم تابعتمونا فعلامة [٥٤٠] خير، وتباشير رحمة، ودرك بثأر هذا الرجل، وعافية لهذه الأمة. وإن أبيتم إلّا مكاثرة هذا الأمر واعتسافه كانت علامة شرّ، وذهاب هذا الثأر، وفناء هذه الأمة. فآثروا العافية ترزقوها، وكونوا مفاتيح خير كما كنتم تكونون، ولا تتعرّضوا للبلاء ولا نتعرض له فيصرعكم ويصرعنا. إنّ هذا الأمر الذي أنتم فيه، أمر ليس يقدّر، وليس كالأمور، ولا كقتل الرجل الرجل، ولا النفر الرجل، ولا القبيلة الرجل.» فقالوا: «إذا أحسنت وأصبت المقالة. فارجع، فإن قدم علىّ وهو على مثل رأيك صلح هذا الأمر.» فرجع إلى علىّ، فأخبره الخبر، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كرهه من كرهه، ورضيه من رضيه. وأقبلت وفود البصرة نحو علىّ حين نزل بذي قار.

فجاء وفد تميم وبكر قبل رجوع القعقاع لينظروا ما رأى إخوانهم من أهل الكوفة وعلى أىّ حال نهضوا [إليهم] [٢] وليعلمو [٣] هم أنّ الذي عليه رأيهم الإصلاح، ولا يخطر قتالهم على بالهم.

فلما لقوا عشائرهم [٥٤١] من أهل الكوفة بالذي بعثهم فيه عشائرهم من أهل


[١] . مط: دخل. وضبطه الطبري «رجل» (٦: ٣١٥٧) . وضبط في الأصل «رجل» .
[٢] . تكملة من الطبري (٦: ٣١٥٨) .
[٣] . في الأصل ومط: وليعلمهم. فصححنا حسب الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>