للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأرسل عبيد الله إلى ابن الحنفية، أن: «اخرج إلىّ!» فقال: «نعم!» وخرج يمشى. وبصر به علىّ، فقال: «من هذان المتبارزان؟» فقيل له: «ابنك وعبيد الله بن عمر.» فحرّك دابّته، [٥٨٠] ثم نادى محمدا، فوقف له.

فقال: «أمسك دابتي!» فأمسكها.

ثم مشى إليه علىّ وقال: «أبرز [لك] [١] ، فهلمّ إلىّ!» فقال: «ليست لى في مبارزتك حاجة.» قال: «بلى، هلمّ!» قال: «لا.» فرجع ابن عمر، وأخذ محمد بن الحنفية يعاتب أباه في منعه، ثم خروجه بنفسه، إلى من ليس [كفؤا له] [٢] هو ولا أبوه. فجرى بينهما كلام مذكور [٣] . ثم تحاجز الناس.

فلما كان اليوم الخامس خرج عبد الله بن العباس، وخرج إليه الوليد بن عقبة، فاقتتلوا قتالا شديدا، ودنا ابن العباس من الوليد بن عقبة والوليد يشتم بنى عبد المطلب. فأرسل إليه ابن عباس أن: ابرز لى! فأبى. وقاتل ابن عباس قتالا


[١] . تكملة عن الطبري.
[٢] . في الأصل وفي مط: «هناك» فوجدته تحريفا من: «كفؤا له» وهذا مستنبط من المفاضلة الواردة في رواية الطبري التي أوردناها في الحاشية التالية.
[٣] . قال الطبري: « ... فرجع ابن عمر، فأخذ ابن الحنفية يقول لأبيه: يا أبت لم منعتني من مبارزته؟ فوالله لو تركتني لرجوت أن أقتله. فقال: لو بارزته لرجوت أن تقتله وما كنت آمن أن يقتلك. فقال: يا أبت، أو تبرز لهذا الفاسق؟ والله، لو أبوه سألك المبارزة لرغبت بك عنه. [أى: لفضّلتك عليه] فقال علىّ: يا بنى، لا تقل في أبيه إلّا خيرا. (الطبري ٦: ٣٢٨٥) . أنظر أيضا ابن الأثير ٣: ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>