للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا شرطة الله انزلوا إلى هؤلاء الفسّاق الذين خاضوا فى دماء أهل بيت رسول الله، صلّى الله عليه.» فنزلوا، ثمّ شدّ عليهم إبراهيم [١٩٢] فضربهم حتّى أخرجهم إلى الصحراء، وولّوا منهزمين يركب بعضهم بعضا وهم يتلاومون، فيقول قائل منهم:

- «إنّ هذا لأمر [١] يراد، ما يلقون لنا جماعة إلّا هزمونا.» ولم يزل إبراهيم يهزمهم حتّى أدخلهم الكناسة.

وقال أصحاب إبراهيم لإبراهيم:

- «اتّبعهم واغتنم ما قد دخلهم من الرعب، فقد علم الله إلى من تدعو وما تطلب، وإلى ما يدعون وما يطلبون.» قال:

- «لا، ولكن سيروا بنا إلى صاحبنا حتّى يؤمن الله بنا وحشته ويكون من أمره على علم، ويعرف هو أيضا ما كان من غنائنا [٢] فيزداد هو وأصحابه قوّة وبصيرة إلى قواهم وبصائرهم، مع أنّى لا آمن أن يكون قد أتى.» فأقبل إبراهيم فى أصحابه، فلما أتى دار المختار وجد الأصوات عالية والقوم يقتتلون وقد جاء شبث بن ربعي من قبل السبخة، فعبّى له المختار والناس يقتتلون، وجاء إبراهيم من قبل القصر، فبلغ حجّارا وأصحابه أنّ إبراهيم قد جاءهم من ورائهم. فتفرّقوا قبل أن يأتيهم إبراهيم وذهبوا فى الأزقّة والسكك، وحملت طائفة من أصحاب المختار على شبث بن ربعىّ وهو [١٩٣] يقاتل يزيد بن أنس، فخلّى لهم الطريق حتّى اجتمعوا جميعا. ثمّ اضطرّ شبث إلى أن ترك لهم السكة.

وأقبل شبث حتّى أتى ابن مطيع، فقال له:


[١] . فى الأصل ومط: إنّ هذا الأمر، فأثبتنا العبارة كما فى الطبري (٨: ٦١٨) .
[٢] . غنائنا (بالغين المعجمة.) كذا فى الأصل ومط وحواشي الطبري. وما فى الطبري: عنائنا، بالعين المهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>