للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «هذا وداع فلا تبعد.» وكان [٣٠٢] عليه الدرع. فلمّا عانقها وجدت مسّ الدرع، فقالت:

- «ما هذا صنيع [١] من يريد ما تريد.» قال:

- «ما لبسته إلّا لأشدّ منك.» قالت:

- «فإنّه لا يشدّ منّى.» - فنزعها، ثمّ أدرج كمّيه، وأدخل أسفل قميصه وجبّة خزّ عليه فى أسفل المنطقة، وهو يقول:

إنّى إذا أعرف يومى أصبر ... إذ بعضهم يعرف ثمّ ينكر

قال بعضهم: والله لقد رأيت ابن الزبير يخرج وقد كثره الناس، فيحمل فلا يبقى بين يديه أحد، وينهزم الناس، فيقف بالأبطح ما يدنو منه أحد، حتّى ظننت أنّه لا يقتل.

وكان الحجّاج وطارق بن عمرو جميعا فى ناحية الأبطح إلى المروة والبابين، لكلّ طائفة منهم باب. فمرّة يحمل عبد الله بن الزبير فى هذه الناحية ومرّة فى هذه الناحية ولكأنّه أسد فى أجمة، ما يقدم عليه الرجال فيعدو فى أثرهم، ثمّ يصيح:

- «أبا صفوان، ويل أمّة فتحا لو كان له رجال، لو كان قرني واحدا كفيته.» فقال أبو صفوان:


[١] . وفى مط: صنع.

<<  <  ج: ص:  >  >>