للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أنا أرى ذلك.» فخرجوا من تحت ليلتهم حتّى قطعوا أرض الجزيرة وأرض الموصل، ومضوا حتّى قطعوا الدسكرة. فلما بلغ ذلك الحجّاج سرّح إليهم الحارث بن عميرة فى ثلاثة آلاف. فسار، وخرج صالح نحو جلولا وخانقين، واتّبعه الحارث حتّى انتهى إلى قرية يقال لها: الريح [١] وصالح يومئذ فى تسعين رجلا. فعبّى الحارث بن عميرة أصحابه ميمنة وميسرة، وجعل صالح أصحابه كراديس ثلاثة، فهو فى كردوس وشبيب فى [٣٢٧] ميمنته فى كردوس، وسويد بن سليم [٢] فى كردوس من ميسرته، وفى كلّ كردوس منهم ثلاثون رجلا. فلما شدّ عليهم الحارث بن عميرة انكشف سويد بن سليم وثبت صالح، فقتل، وضارب شبيب حتّى صرع عن فرسه، فوقع فى رجاله، فجاء حتّى انتهى إلى موقف صالح، فوجده قتيلا، فنادى:

- «يا معشر المسلمين.» فلاذوا به، وقال لأصحابه:

- «ليجعل كلّ رجل منكم ظهره إلى ظهر صاحبه، وليطاعن عدوّه إذا أقدم عليه حتّى ندخل هذا الحصن ونرى من رأينا.» ففعلوا ذلك حتّى دخلوا الحصن وهم سبعون رجلا مع شبيب، وأحاط بهم الحارث بن عميرة ممسيا، وقال لأصحابه:

- «أحرقوا الباب، فإذا صار جمرا فدعوه، فإنّهم لا يقدرون على خروجهم حتّى نصبّحهم [٣] فنقتلهم.» ففعلوا ذلك بالباب، ثمّ انصرفوا إلى معسكرهم. فقال شبيب لأصحابه:


[١] . الريح: كذا فى الأصل ومط. وفى الطبري (٨: ٨٩٠) المذبج. وفى حواشيه: المديح، المدبح.
[٢] . فى الطبري: سليم. وما فى مط: مسلم. وما فى الأصل مضطرب حيث ضبط على وجهين: سليم وسلم.
فوحدنا الضبط كما فى الطبري.
[٣] . فى الأصل: تصبّحهم فتقتلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>