- «ألا، برئت الذمّة من رجل من هذا الجند بات الليلة بالكوفة ولم يخرج إلى عثمان بن قطن بالسبخة.» فبينا سويد بن عبد الرحمان يسير فى الألفين الذين معه وهو يعبّئهم [٣٤٥] ويحرّضهم، إذ قيل له:
- «قد غشيك شبيب.» فنزل، ونزل معه جلّ أصحابه، وقدّم رايته، فأخبر أنّ شبيبا لمّا أخبر بمكانك، تركك، ووجد مخاضة فعبر الفرات يريد الكوفة من غير الوجه الذي أنت به.
ثمّ قيل لهم:
- «أما تراهم؟» فنادى فى أصحابه، فركبوا فى آثارهم وإنّ شبيبا أتى دار الرزق، فنزلها، فقيل له:
- «إنّ أهل الكوفة بأجمعهم معسكرون.» فلمّا بلغ مكان شبيب، ماج بعضهم فى بعض، وجالوا وهمّوا بدخول الكوفة حتّى قيل لهم:
- «هذا سويد بن عبد الرحمان فى آثارهم قد لحقهم وهو يقاتلهم فى الخيل.» ومضى شبيب حتّى أخذ على شاطئ الفرات، ثمّ أخذ على الأنبار، ثمّ دخل وقوقا، ثمّ ارتفع إلى أدانى آذربيجان. فتركه الحجّاج، وخرج إلى البصرة، واستخلف على الكوفة عروة بن شعبه. فما شعر الناس بشيء حتّى جاء كتاب مادر واسب دهقان بابل مهروذ إلى عروة بن المغيرة بن شعبة أنّ تاجرا من تجّار أهل بلادي أتانى يذكر أنّ شبيبا يريد أن يدخل الكوفة فى أول هذا الشهر المستقبل، وأحببت إعلامك لترى رأيك ثمّ لم ألبث أن جاءني جائيان [٣٤٦] من