للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّى قد صدقته ونصحت له. والسلام.» فكتب إليه الحجّاج:

- «أما بعد، فقد أتانى كتابك وقرأته وفهمت كلّ ما ذكرته فيه من أمر سعيد وأمر نفسك وقد صدّقتك فى نصيحتك لأميرك، وحيطتك على أهل مصرك، وشدّتك على عدوّك وقد رضيت عجلة سعيد وتؤدتك. فأما عجلته فانّها أفضت به إلى الجنة وأما تؤدتك فإنها ما لم تدع الفرصة إذا أمكنتك، حزم، وقد أحسنت وأصبت وأجرت، وأنت عندي من أهل السمع، والطاعة والنصيحة، وقد أشخصت إليك حيّان [١] بن أعسر [٣٤٤] ليداويك ويعالج جراحتك، وبعثت إليك بألفي درهم، فأنفقها فى حاجتك وما ينوبك. والسلام.» وبعث عبد الله بن أبى عصيفر إلى الجزل بألف درهم، وكان يعوده ويتعاهده باللّطف والهديّة.

وأقبل شبيب حتّى قطع دجلة عند الكرخ، وبعث إلى سوق بغداد، وكان ذلك يوم سوقهم، فآمنهم، وكان بلغه أنهم يخافونه، وهو وأصحابه يريدون أن يشتروا من السوق دوابّ وثيابا وأشياء ليس لهم منها بدّ، ثمّ أخذ بهم نحو الكوفة، فساروا، وبلغ الحجّاج مكانه بحمّام [أعين] [٢] فبعث إلى سويد بن عبد الرحمان السعدي، فجهّزه فى ألفى فارس نقاوة وقال له:

- «اخرج إلى شبيب، فالقه واجعل ميمنة وميسرة، ثمّ انزل إليهم فى الرجال، فإن استطرد لك فدعه ولا تتّبعه.» فخرج، فعسكر بالناس بالسبخة، وبلغه أنّ شبيبا قد أقبل. فسار نحوه وكأنما يساقون إلى الموت. وأمر الحجّاج عثمان بن قطن فعسكر بالناس فى السبخة، ونادى:


[١] . حيّان بن أعسر: كذا فى الأصل. حبان اعرا! وما فى الطبري: حيّان بن أبجر.
[٢] . بحمّام [أعين] : الأصل غير واضح. وما أثبتناه بين [] من مط.

<<  <  ج: ص:  >  >>