للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوائلهم قد دخلوا [٣٧٠] عين التمر، فهم الآن قد شارفوا الكوفة [١] . وجاءتني أيضا عيوني من نحو عتّاب أنّه قد نزل بجماعة أهل الكوفة والبصرة. فما أقرب ما بيننا وبينهم. فتيسّروا بنا للمسير إلى عتّاب بن ورقاء.» وكان عتّاب يومئذ قد أخرج معه جماعة أهل الكوفة مقاتلتهم وشبّانهم، فوافى معه أربعون ألفا من المقاتلة، وعشرة آلاف من الشباب. فكانوا خمسين ألفا. وهدّدهم الحجّاج إن هربوا كعادة أهل الكوفة، وتوعّدهم.

وعرض شبيب أصحابه فى المدائن، فكانوا ألف رجل، فخطبهم، وحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

- «يا معشر المسلمين، إنّ الله عزّ وجلّ قد كان ينصركم وأنتم مائة ومائتان، وأنتم اليوم مئون ومئون. ألا، إنّى مصلّ الظهر ثمّ سائر بكم إن شاء الله.» فصلّى، ثمّ نودى فى الناس، فأخذوا يتخلّفون ويتأخّرون.

قال فروة بن لقيط: فلما جاز بنا ساباط، ونزلنا معه قصّ علينا، وذكّرنا بأيام الله وزهّدنا فى الدنيا، ورغّبنا فى الآخرة. ثمّ أذّن مؤذّنه، فصلّى بنا العصر، ثمّ أقبل حتّى أشرف بنا على عتّاب بن ورقاء. فلما رءاهم نزل من ساعته، وأمر مؤذّنه فأذّن، ثمّ تقدّم، فصلّى بهم المغرب، وخرج [٣٧١] عتّاب بالناس كلّهم، فعبّأهم، وكان قد خندق أول أيّام نزل. وكان يظهر أنه يريد أن يسير إلى شبيب بالمدائن.

فلما صفّ عتّاب الناس بعث على ميمنته محمد بن عبد الرحمان بن سعيد بن قيس، وقال له:

- «يا بن أخى، إنّك شريف، فاصبر وصابر.» فقال له:

- «أمّا أنا فو الله لأقاتلنّ ما ثبت معى إنسان.» وقال لقبيصة بن والق:


[١] . سقط من مط، من قوله: «وقد جاءتني» إلى قوله: «قد شارفوا الكوفة.»

<<  <  ج: ص:  >  >>