للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهايج الناس، وأقبل عبد الرحمان بن مسلم نحوهم، فرماه أهل السوق [٥١٨] والغوغاء فقتلوه، ودنوا من قتيبة، فدعا بدابّة فأتى به، فلم يقرّ ليركبه، فقال:

- «إنّ له لشأنا.» ورجع فجلس، وجاء الناس حتّى بلغوا فسطاطه، فخرج عنه من كان حوله فقتل وقتل معه من بنى مسلم [١] أحد عشر رجلا سبعة منهم لصلب مسلم، وأربعة من بنى أبنائهم، فصلبهم وكيع، وهم: قتيبة، وعبد الرحمان وعبيد الله، وعبد الله الفقير، وصالح، ويسار [٢] ، ومحمد بنو مسلم، وكثير بن قتيبة، ومفلّس بن عبد الرحمان، ورجلان آخران، ولم ينج من صلب مسلم غير عمرو، وكان عامل الجوزجان، وضرار أخوه استنقذ أخواله، وكانت أمّه الغرّاء بنت ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة. وسقطت على قتيبة يوم قتل جارية له خوارزميّة، فوضعت بعد ليزيد بن المهلّب، فأخذها، فهي أمّ خليدة.

ولمّا قتل قتيبة صعد وكيع المنابر، فعلم منه أنّه يأتى بآبدة [٣] وهوجة [٤] .

فصعد معه عمارة بن خئيّه [٥] ، فتكلّم فأكثر، فقال وكيع:

- «دعنا من هذرك وقذرك.» وتكلّم وكيع فقال:

- «مثلي ومثل قتيبة، ما قال الأوّل:


[١] . مسلم: كذا فى الأصل والطبري ٨: ١٢٩٦. وما فى مط: سليم. وهو خطأ.
[٢] . يسّار: كذا فى الأصل ومط. وما فى الطبري: بشّار.
[٣] . الآبدة: الأمر العجيب يستغرب له. أوابد الكلام: غرائبه وعجائبه.
[٤] . الهوج: الحمق والطيش والشجاعة.
[٥] . خئيّة: كذا فى الأصل. وفى مط: حبيبة. وما فى الطبري (٨: ١٢٩٨) : جنيّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>