للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين بالمشركين، أترانى أتضرّع إليك أكثر ممّا تضرّعت؟» وأسر يومئذ جهم بن صفوان صاحب الجهمية فقال لسلم:

- «إنّ لى عقدا [١] من ابنك حارث.» قال:

- «ما كان ينبغي له أن يفعل، ولو فعل ما آمنتك ولو ملأت لى هذه الملاءة كواكب والله لو كنت فى بطني لشققت بطني حتّى أقتلك لا والله لا تقوم علينا مع اليمانية أكثر ممّا قمت.» وأمر عبد ربّه بن سيسن [٢] فقتله.

ولمّا هزم نصر الحارث أتى الحارث فازة [٣] الكرماني حتّى دخلها [٢٥٠] ومع الكرماني داود بن شعيب الحدانى، ومحمد بن المثنّى، فأقيمت الصلوة، فصلّى بهم الكرماني. فلمّا كان من الغد سار الكرماني إلى ناحية باب ميدان يزيد، فقاتل أصحاب نصر، فقتل جماعة، وأخذوا علم عثمانى الكرماني وتقاتلوا يوم الأربعاء، ثمّ تحاجزوا ولم يكن بينهم يوم الخميس قتال، والتقوا يوم الجمعة، فانهزمت الأزد حتّى وصلوا إلى الكرمانىّ فأخذ اللواء بيده فقاتل به.

وحمل خضر [٤] بن تميم فرموه بالنشّاب وحمل عليه خنيس [٥] مولى نصر فطعنه فى حلقه. فأخذ الخضر السنان بيده اليسرى فشبّ به فرسه وطعن خنيسا فأذراه [٦] عن برذونه وقتلته رجّالة الكرمانىّ بالعصىّ وانهزم أصحاب


[١] . فى الطبري (٩: ١٩٢٤) : وليا. بدل «عقدا» . الولي: القرب.
[٢] . الضبط من الطبري.
[٣] . الفازة: مظلّة بعمودين. يقال: «ضرب الفازة بالمفازة» .
[٤] . آ: حصين.
[٥] . فى الطبري (٩: ١٩٢٥) : حبيش.
[٦] . أذراه: أطاره. فى مط: أرداه. أى: أسقطه وأهلكه.

<<  <  ج: ص:  >  >>