للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصل إبراهيم بالبصرة، فدعا الناس، واستجاب له خلق، واستتر فى بنى راسب. وكان سفيان بن معاوية عامل المنصور يومئذ على البصرة قد مالأ إبراهيم بن عبد الله على أمره فلا ينصح لصاحبه. فتحدّث جماعة من أشياخ البصرة أنّهم شهدوا دفيف بن أسد [١] مولى يزيد بن حاتم أتى سفيان بن معاوية قبل خروج إبراهيم بليلة فقال:

- «ادفع إلىّ فوارس، آتك بإبراهيم وبرأسه.» قال: «أو ما لك عمل؟ اذهب إلى عملك.» فخرج دفيف من ليلته، فلحق بيزيد بن حاتم بمصر.

وقال عدّة من الأزد: إنّ جابر بن حمّاد كان على شرطة سفيان، فأتاه قبل خروج سفيان بيوم وقال:

- «إنّى مررت فى مقبرة بنى يشكر، فصيّحوا بى ورموني بالحجارة.» فقال له:

- «أما كان لك طريق آخر؟» فمرّ سفيان بعد [٤٤١] قتل إبراهيم وانقضاء تلك الأيّام بأبى جعفر المنصور فى سفينة له وأبو جعفر مشرف من قصره، فقال:

- «إنّ هذا سفيان؟» قالوا: «نعم.» قال: «والله للعجب كيف يفلتنى [٢] هذا ابن الفاعلة؟» وكان المنصور أنفذ قائدين كبيرين مع أصحابهما إلى سفيان مددا له، فلمّا قدما عليه صيّرهما بالقرب منه، فلمّا واعده إبراهيم الخروج أرسل إليهما


[١] . فى الطبري (١٠: ٢٩٧) : دفيف بن راشد.
[٢] . كذا فى الأصل: يفلتنى. فى آ: يقتلني.

<<  <  ج: ص:  >  >>