للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاحتبسهما عنده تلك الليلة حتّى خرج، فأحاط به وبهما فأخذهم وقيّد سفيان وحبسه فى القصر يرى أبا جعفر أنّه بريء من التهم.

وكان أبو جعفر المنصور يبعث إلى سفيان كلّ يوم قوما إلى البصرة فجعلوا يتزيدون ويردون، فأشفق إبراهيم أن يكثروا بها، فظهر وبلغ جعفرا ومحمّدا ابني سليمان بن علىّ، وكانا يومئذ بالبصرة، مصير إبراهيم إلى دار الإمارة وحبسه سفيان، فأقبلا فيما قال غير واحد فى ستمائة من الرّجالة والفرسان يريدانه [١] فوجّه إليهما المضاء بن القاسم فى ثمانية عشر فارسا وثلاثين راجلا، فهزمهم المضاء ولحق محمّدا رجل من [٤٤٢] أصحاب المضاء فطعنه فى فخذه ونادى منادى إبراهيم:

- «لا تتبعوا مدبرا.» وأصاب إبراهيم فى بيت المال ألفى ألف درهم، فقوى بذلك وفرض لكلّ رجل خمسين خمسين ووجّه إبراهيم بن المغيرة إلى الأهواز فى نحو مائتي رجل، وعامل الأهواز يومئذ من قبل أبى جعفر محمّد بن الحصين، فلمّا بلغه دنّو المغيرة خرج إليه فى أربعة آلاف، فالتقوا على ميل من قصبة الأهواز بموضع يقال له: دشت أربك، فانكشف ابن حصين وأصحابه، ودخل المغيرة الأهواز. ويقال إنّ أصحاب ابن حصين قد كانوا واطأوا إبراهيم. ووجّه إبراهيم إلى فارس [٢] عمرو بن شدّاد عاملا عليها.

فلمّا قرب من فارس بلغ إسماعيل بن علىّ، وكان عاملا عليها من قبل أبى جعفر [٣] ومعه أخوه عبد الصمد بن علىّ إقبال عمرو بن شدّاد فبادرا إلى دارا بجرد فتحصّنا بها وكانا بإصطخر وصارت فارس والأهواز والبصرة فى


[١] . فى آ: يريد ابنه.
[٢] . فى مط وآ: فارس بن عمرو. وهو خطأ.
[٣] . فى آ: ابى جعفر المنصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>