- «قد قام هذا الرجل وليس يعدو.» قال: «انزل فخذ رأسه.» قلت: «جعلت فداك، ولم تقتلني وأنا رجل لله علىّ نعمة ولا أقدر على العدو وأنا أفدى نفسي بعشرة آلاف درهم.»[١٢٠] فلمّا سمع ذكر العشرة آلاف قال للرجل الذي أمره بقتلى:
- «أمسك.» ثمّ قال:
- «وكيف لى بالعشرة آلاف؟» قلت: «تحبسني عندك حتّى نصبح، ثمّ تدفع إلىّ رسولا أرسله إلى وكيلي فى منزلي فى عسكر المهدى، فإن لم يأتك بالعشرة آلاف فاضرب عنقي.» قال: «قد أنصفت.» وأمر بحملي فحملت ردفا، فمضى بى إلى دار صاحبه دار أبى صالح الكاتب وأمر غلمانه أن يحتفظوا بى، وتفهّم منّى خبر محمد ووقوعه إلى الماء ومضى إلى طاهر ليخبره وإذا هو إبراهيم البلخي. قال: فصيرني غلمانه فى بيت من بيوت الدار فيه بواري ووسادتان وفى زاوية من زواياه حصر مدرّجة قال: فقعدت فى البيت وصيّروا فيه سراجا وتوثّقوا من الباب وقعدوا يتحدّثون. فلمّا ذهب من الليل ساعة إذا نحن بحركة الخيل، فدقّوا الباب ففتح لهم وهم يقولون:
- «بسّر زبيدة [١] .» قال: «فأدخل إلىّ رجل عريان عليه سراويل وعمامة متلثّم بها وعلى كتفيه خرقة خلقة. فصيّروه معى وتقدّموا إلى من فى الدار بحفظه وخلّفوا
[١] . كذا فى الأصل: بسّر زبيدة. ما فى آتصحيف بالإهمال. وفى الطبري: (١١: ٩٢١) : پسر زبيدة، أى ابن زبيدة. وما فى الأصل معرّب.