معهم قوما آخرين منهم أيضا. قال: فلمّا استقرّ فى البيت حسر العمامة عن وجهه، فإذا هو محمد، فاستعبرت [١٢١] واسترجعت فيما بيني وبين نفسي، وجعل ينظر إلىّ. ثمّ قال:
- «أيّهم أنت؟» قلت: «أنا مولاك يا سيّدى.» قال: «وأىّ الموالي؟» قلت: «أحمد بن سلام صاحب المظالم.» قال: «أعرفك بغير هذا، كنت تأتينى وتلطفنى كثيرا، لست مولاي، ولكنّك أخى.» ثمّ قال: «يا أحمد.» قلت: «لبّيك يا سيّدى.» قال: «أدن منّى وضمّنى إليك، فإنّى أجد وحشة شديدة.» قال: «فضممته إلىّ، فإذا قلبه يخفق حتّى يكاد يخرج من صدره، فلم أزل أضمّه إلىّ وأسكّنه.» قال: ثمّ قال لى:
«يا أحمد ما فعل أخى؟» قلت: «هو حىّ.» قال: «قبّح الله صاحب بريدهم ما أكذبه! كان يقول: قد مات، شبه المعتذر من محاربته.» قال: قلت: «يا سبحان الله! ففي أىّ شيء دفعنا إذا، بل قبّح الله وزراءك.» قال: «لا تقل لوزرائى إلّا خيرا، فما لهم ذنب ولست بأوّل من طلب أمرا فلم يقدر عليه.»