الصبح ويخرجها. فما مضت إلّا ساعة فإذا الشارع قد امتلأ خيلا ورجلا ومشاعل وشموعا وهم يصيحون:
- «من هذا [٢٢] الذي أذّن الساعة، أين هو.» ففزعت وسكتّ ثمّ قلت أخاطبهم لعلّى أستعين بهم على إخراج المرأة.
فصحت من المنارة:
- «أنا أذّنت.» فقالوا: «انزل فأجب أمير المؤمنين.» فقلت: قد دنا الفرج، ونزلت فإذا بدر مع الجماعة فحملني وأدخلنى إلى المعتضد. فلمّا رأيته هبته وارتعدت فسكّن منّى وقال:
- «ما حملك على أن تغزّ المسلمين بأذانك فى غير وقته فيخرج ذوو الحاجة فى غير حينها، ويمسك المريد للصوم فى وقت قد أتيح [١] له الإفطار، وينقطع العسس عن الطوف والحرس؟» فقلت: «يؤمنني أمير المؤمنين لأصدق؟» قال: «أنت آمن.» فقصصت عليه قصّة التركىّ والمرأة وأريته الشجّة وآثار الضرب بى.
فقال:
- «يا بدر، علىّ بالغلام والمرأة الساعة.» فعزلت فى موضع. ومضى بدر وأحضر الغلام والمرأة فسألها المعتضد عن الصورة فأخبرته بمثل ما قلته. فقال لبدر:
- «بادر بها الساعة إلى زوجها مع ثقة من الخدم يدخلها دارها ويشرح لزوجها خبرها ويأمره عنّى بالتمسك بها والإحسان إليها.» ثمّ استدعاني فوقّفت، فجعل يخاطب الغلام وأنا قائم أسمع. وكان فيما