من شذاءات وطيّارات وحوّلها من دجلة إلى الفرات وفيها جماعة من الغلمان الحجريّة لمنع الهجري من عبور الفرات، وتقدّم إلى جماعة من القوّاد بالمسير على الظهر من بغداد إلى الأنبار لضبطها.
فلمّا كان يوم الجمعة رأى أهل الأنبار ومن بها من القوّاد خيل أبى طاهر مقبلة من الجانب الغربي فبادروا إلى قطع جسر الأنبار وأقام أبو طاهر إلى أن أمكنه العبور بالسفن فعبر يوم الثلاثاء نحو مائة رجل ولا يعلم بهم أصحاب السلطان إلى ان حصلوا بالأنبار ونشبت الحرب بينهم وبين جماعة من القوّاد.
فلمّا خلا البلد من أصحاب السلطان عقد أبو طاهر جسر الأنبار وعبر وخلّف سواده فى الجانب الغربي وفيه ابن أبى الساج، ولمّا علم من فى الشذاءات من أصحاب السلطان أنّ أبا طاهر قد عقد الجسر ساروا إليه بالليل فضربوه بالنار فبقى أبو طاهر فى جماعة من أصحابه فى الجانب الشرقي من الفرات وسواده فى الجانب الغربي منه وحالت الشذاءات والطيّارات بينهم.
ولمّا ورد الخبر بعبور أبى طاهر إلى الأنبار وقتله من بها من القوّاد خرج نصر الحاجب ومعه [٢٩٤] الحجريّة والرجّالة المصافيّة وجميع من كان بقي ببغداد من القوّاد وبين يديه علم الخلافة وهو شبيه باللواء أسود وعليه كتابة بياض:
- «محمّد رسول الله.» وكان مونس قد صار بباب الأنبار واجتمع مع نصر وكان عدد من معهما من الفرسان والرجّالة وغيرهم يزيد على أربعين ألف رجل، وخرج أبو الهيجاء ومن إخوته أبو الوليد وأبو العلاء وأبو السرايا فى أصحابه وأعرابه وسار نصر وسبق مونسا على قنطرة النهر المعروف بزبارا بناحية عقرقوب [١]
[١] . كذا فى الأصل ومد: عقرقوب. فى مط: عقرقوق (بإهمال الأخير) وفى المراصد: عقرقوف، وهي قرية من نواحي نهر عيسى، بينها وبين بغداد أربعة فراسخ.