للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستصلحت أبا بكر ابن قرابة ووعدني بتخليصى ووفى ومضى ففصل أمرنا وضمن الوفاء عنّا.

فلمّا كان فى اليوم الثاني رضى عنّا أبو علىّ ابن مقلة واستدعاني وإخوتى فدعانا محمّد بن خلف وسكّن منّا [١] وأنفذنا إليه فلمّا أردت الخروج قلت لمحمّد ابن خلف:

- «أيّها الأمير، أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل خادمك ومونس يعتنى به وسينفذ الساعة من يأخذه فدعني حتّى أستصلحه لك وأعقد بينك وبينه عهدا ويمينا.» فقال: «افعل.» فخلوت بإسحاق بن إسماعيل وقلت له:

- «قد سخرت من هذا النفس [٢] وأنا منصرف فعاقده واحلف له ثمّ قل له: بيننا الآن عهد ولا بدّ من صدقك ابن مقلة يبغضك ويتّهمك بأنّك تطلب الوزارة وإنّما أراد أن يستنفر لك الأعداء ويأخذ أموالنا بيدك ثمّ يحملنا على أن نتضمّنك وقد ضمنك أبو عبد الله البريدي [٣٩٧] بثلاثمائة ألف دينار وحدّثنى بهذا فلا تركب أيّاما فإن كان الوزير سأل عنك فقد حماك منه الخليفة وإن طلبك فإنّما يريد أن يسلّمك إليه.» ثمّ انعطفت إلى محمّد بن خلف وقلت:

- «قد فرغت من القصّة والرجل يخدم الأمير كما يريد.» وخرجنا فأعاد عليه إسحاق ما سمعه منّى فانصرف قبل العصر بعدي.

فلمّا جلس محمّد بن خلف فى منزله ولم يركب إلى أبى علىّ ابن مقلة مضى أبو عبد الله البريدي إلى ابن مقلة وقال له:


[١] . كذا فى الأصل: منّا. فى مد: بنا. وفى مط: وتمكن منّا، بدل «وسكّن منّا» .
[٢] . فى مط: البلس، بدل «النفس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>