للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له منفذ إلّا إلى تخوم كرمان والتيز [١] ومكران وأرض خراسان.

ولمّا نزلت عساكر الجيل ايذج خاف ياقوت أن يحصل بينهم وبين علىّ بن بويه، فوافى الأهواز ومعه ابنه وقلّده السلطان أعمال الحرب والمعاون بها وارتسم أبو عبد الله أحمد بن محمّد البريدي بكتابة ياقوت مضافة إلى ما إليه من أعمال الخراج والضياع بالأهواز وصار أخوه أبو الحسين يخلف أخاه وياقوتا بالحضرة. وحصل رجال مرداويج برامهرمز فى غرّة شوّال من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وصلّوا العيد بها وخطبوا لمرداويج وساروا إلى الأهواز فعسكر ياقوت بقنطرة أربق وقطعها والماء الذي تحت هذه القنطرة حاد الجرية فأقام رجال مرداويج بإزاء ياقوت أربعين يوما لا يمكنهم العبور إليه وسار ياقوت إلى بغداد على طريق دور الراسبي وسار علىّ بن خلف بن طناب فى البحر من ساحل مهروبان إلى البصرة. ورحل جيش مرداويج عن قنطرة أربق وضمن لهم طائفة من العيّارين أن يعبروا بهم نحو المسرقان بعسكر مكرم حتّى يصير الطريق بينهم وبين الأهواز جددا فعدلوا إليها.

واجتمع البريدي [٤٦٨] وياقوت فتشاوروا وقرّر الرأى على إنفاذ مونس غلام ياقوت فى أربعة آلاف رجل إلى عسكر مكرم لدفعهم عن عبور المسرقان وكانا حسبا أنّ القوم بعد منازلة [٢] أربعين يوما قد ضجروا وانصرفوا وأنّهم لا يلبثون بعسكر مكرم إلّا يومين أو ثلاثة فلمّا حصلوا بها عملوا أطوافا [٣] من خشب وشاشا [٤] من قصب وعبر منهم خمسون رجلا


[١] . تيز (بكسر الأوّل) : بليدة على ساحل بحر مكران.. وبينها وبين «كيز» مدينة مكران خمس مراحل. (مراصد الإطلاع) .
[٢] . منازلة: كذا فى الأصل ومط. وما فى مد: منزلة.
[٣] . قطع من خشب مشدود بعضها إلى بعض يركب عليها.
[٤] . فى مط: وشاسا.

<<  <  ج: ص:  >  >>