للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغير إذنه وشرح له صورته وسأله أن يجتمع معه ويخوّفه الله عزّ وجلّ ويحذّره كفر نعمته ويستوقفه إلى أن يلحق به. فعبر درك من شرقىّ عسكر مكرم إلى غربيّها ووعظ مونسا وعظا كثيرا وخاطبه خطابا بليغا وكان درك شيخا مقدّما إلّا أنّ السنّ قد أخذت منه وحضر بحضوره أصحابه. فقال لمونس خادم كان معه مكينا منه وكان معقّلا:

- «يا مونس إنّ مولاك [٥٢٣] قبض على ابنيه وهما تاجان ودرّتان فلم يستحلّ أن يعصى مولاه ولا يكفر نعمته [١] وسلّمهما ولم يحارب فيهما ولا طلب بهما أفأنت تعصى مولاك فترسل يدك عن طاعته؟ أما تخاف العقوبة؟

وإن تخذل فى هذه الحرب ويظفر بك فتخسر الدنيا والآخرة ولا سيّما وقد بذل أن يوافيك ويساعدك على ما تريده. انتظر ريث ورود كتابنا وورود جوابه.» فأقام مونس لما أخذه العذل والتأنيب من درك وأصحابه ووافى ياقوت فى اليوم الثاني واجتمع مع غلمانه. ووافى عسكر البريدي بأسره فنزلوا فى صحراء خان طوق [٢] ومعهم غلام البريدي يرؤسهم ومعه القوّاد الكبار وأكبرهم أبو الفتح ابن أبى طاهر. ووقعت المنازلة بين ياقوت وأبى جعفر الجمّال وتثبّت ياقوت بعسكر مكرم عن المسير إلى الأهواز وتهيّب الصورة وقال لمونس:

- «السلطان لنا على النيّة التي عرفناها وكان منه إلى ابني [٣] ما لا يجوز أن يصلح لى أبدا وفارس فقد عرفت صورتنا بها ولا مذهب لنا فى الدنيا ولا لنا موضع نأويه إلّا هذا البلد والحرب سجال وقد كثر عسكر الرجل فإن


[١] . والعبارة فى مط: فلم تستحلّ أن تعصى مولاك ولا تكفر نعمته.
[٢] . خان طوق: كذا فى الأصل. وفى مط: خان طوف.
[٣] . ابني: كذا فى الأصل ومد. وفى مط: أمر. وفى العبارة غموض.

<<  <  ج: ص:  >  >>