- «إنّما بادرت وحملت على نفسي ما حملت ولاقيت هذه العدّة العظيمة بهذه العدّة اليسيرة لئلّا يشركني بدل فى الفتح.» وعاد ابو جعفر الجمّال إلى أبى عبد الله البريدي فصفعه بخفّة وقال:
- «انهزمت مع عشرة آلاف من بين يدي ثلاثمائة غلام.» فقال له:
- «أنت ظننت أنّك تحارب ياقوتا المدبر وجيشه المدابير. قد والله جاءك من لتّ [١] بجكم والأتراك خلاف ما عهدت من سودان باب عمان والمولّدين.» فقام إليه فلكمه بيده ثمّ قال له:
- «قد أنفذت أبا الخليل الديلمي ومن معى من العجم ومن كان يخلّف بالأهواز فى ثلاثة آلاف رجل إلى تستر فانفذ الساعة مع من صحبك إليها حتّى تجتمع معهم وتعاود الحرب.» فقال: «افعل وسنعود إليك هذه الكرّة بأخزى من الكرّة الأولى لأنّ [٥٦٠] هيبة بجكم قد تمكّنت فى نفوس أهل العسكر.» ونفذ للوقت فى ثلاثة آلاف رجل ووافى بجكم إلى نهر تستر فطرح نفسه وغلمانه أنفسهم فى الماء للعبور سباحة وكان الماء قليلا فانهزم القوم بغير حرب وعادوا إلى أبى عبد الله. فخرج فى الوقت مع أخويه وجلسوا فى طيّار ومعهم حديدي فيه ثلاثمائة ألف دينار كانت فى خزائنهم فغرقت بالنهروان وغرق الطيّار وأخرجهم الغوّاصون وأخرج لبجكم بعض المال. فقال أبو عبد الله:
- «ما نجونا والله من الغرق بصالح أعمالنا ولكن لصاعقة يريدها الله بهذه
[١] . اللتّ: القدوم. الفأس العظيمة (فارسية) . لتّه: دقّة وفتّه وسحقه. وفى مط: ابن (مهملة) بدل «لتّ» .