للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به أصحابه حوائجهم، ثمّ نادى فى الناس بالرحيل، فارتحلوا. ثمّ أقبل حتّى دخل على عثمان بن قطن، ثمّ أتى الجزل، فسأله عن [١] جراحته. وحدّثه ساعة. فقال له الجزل:

- «يا ابن عمّ، إنّك تسير إلى فرسان العرب، وأبناء الحرب، وأحلاس الخيل [٢] والله لكأنّما خلقوا من ضلوعها، ثمّ بنوا على ظهورها، ثمّ هم أسد الأجم [٣] الفارس منهم أشدّ من مائة، إن لم يبدأ به بدأ، وإن هجهج أقدم. وإنّى قد قاتلتهم وبلوتهم، [٣٥٧] فإذا أصحرت لهم انتصفوا منّى وكان لهم الفضل علىّ وإذا خندقت علىّ أو قاتلتهم فى مضيق نلت منهم ما أحبّ، وكان لى عليهم، فلا تلقهم وأنت تستطيع، إلّا فى تعبئة أو خندق.» ثمّ ودّعه، وقال له الجزل:

- «هذه فرسي الفسيفساء، خذها فإنّها لا تجارى.» فأخذها. ثمّ خرج بالناس نحو شبيب، فلما دنا منه ارتفع عنه شبيب إلى دقوقا وشهرزور. فخرج عبد الرحمان فى طلبه حتّى إذا كان على التخوم، أقام، وقال:

- «إنما هو فى أرض الموصل، فليقاتلوا عن بلادهم أو ليدعوا [٤] فكتب إليه الحجّاج:

- «أما بعد، فاطلب شبيبا واسلك فى أثره أين سلك، حتّى تدركه فتقتله، أو تنفيه. فإنّما السلطان سلطان أمير المؤمنين، والجند جنده. والسلام.»


[١] . فى الأصل: فسأله به من جراحته: وفى مط والطبري: فسأله عن جراحته، فأثبتنا العبارة كما فى الأخيرين.
[٢] . أحلاس الخيل: كذا فى الأصل والطبري (٨: ٩٣١) . وما فى مط: اجلاس الحبل!
[٣] . الأجم: كذا فى الأصل والطبري. وما فى مط: الآجام.
[٤] . ليدعوا: كذا فى الأصل ومط. ومفى الطبري (٨: ٩٣١) : ليدعوه. وفى بعض الأصول: ليدعوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>