للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن يائيِّهِ: "السَعْى: عَدْو دون الشدّ (فيقطع مسافة ممتدة) {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: ٩] {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} [طه: ٢٠]. ومن هذا ": (السَعْي: الكسب (بالذهاب هنا وهنا) سَعَى لهم وعليهم: عَمِل لهم وكسَب (ثم استعمل في مجرد الكسب) "وكل عمل من خير أو شر سَعْيٌ " {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} [الصافات: ١٠٢]، فُسِّرت بالاحتلام وبالعقل وبالكسب (والراجح أن المراد القدرة على العمل لكسب الرزق كما يعمل الناس) [وانظر: قر ١٥/ ٩٩]. {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩] أي عَمِل وحصّل {فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: ١٩]، {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: ٤]، {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى} [النازعات: ٣٥] كل هذا يفسَّر بالعمل الجادّ أخذًا من السَعْي: العدْو.

ومن السعي الذي هو العَدْو وقطعُ المسافة سمَّوا وُلَاةَ الصدقة وجامعيها سُعاة؛ لأنهم كانوا يذهبون إلى الأقاليم البعيدة لجمعها، ثم قالوا: "كل من وَلِيَ أمر قوم فهو ساعٍ، وأكثر ما يقال في ولاة الصدقة "اهـ. ومن هذا: "ساعى اليهود والنصارى: رئيسهم "وكانوا يسمون أصحاب الحمالات لحقن الدماء وإطفاء النائرة "سُعاةً؛ لسعيهم هنا وهنا لجمع ما تكفّلوا به للمتقاتلين، ليتوقفوا، وتُحقن الدماء.

وأُطْلِقت في العمل والجَهْد من أجل تحقيق شيء من هذا (العَدْو) كما يقال: مشى في أمر، أو من العمل ومحاولة (تحصيل) شيء {وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} [البقرة: ١١٤] , {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحج: ٥١].

<<  <  ج: ص:  >  >>