للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} قال أهل التفسير واللغة معًا: ولا يَكرُثُه ولا يُثْقِله ولا يَشُقّ عليه. ومنه المآوِدُ: الدواهي (تُثْقِل وتبْهظ).

ومن الثَنْى وحده -دون قيد ضغط الثقل- "آدَ النهارُ: رَجَع في العَشِىّ. وآدَ عليه: عَطَف (كما قالوا: حنا، حَدِب، جنأ عليه).

(أيد):

{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: ٦٢]

"الإِياد -ككتاب: الترابُ يُجْعَل حولَ الحَوْض أو الخباءِ يقوَّى به أو يَمْنع الماء. والإياد كُلُّ مَعْقِل أو جَبَل حَصينٍ أو كَنَفٍ وسِترٍ ولجَأٍ، وكل ما يُحْرَزُ به فهو إياد. وإياد العسكر: الميمنة والميسرة ".

° المعنى المحوري تحصين الشيء وتقويته من حوله (أي من جانب أو جانبين): كالتُرابِ حَوْلَ الحَوْض والخِبَاءِ والمَعْقِل وتلك الأشياء التي تَحْمِي وتَحْفَظ الشيء. ومن ذلك قيل لميمنة المعسكر وميسرته إياد (لأنها تحفظ قلب الجيش من الجانبين). ومنه "الآدُ: الصُلْب " (قُوَّةٌ من جانب الظَّهْر).

ثم قالوا: "الأيْد والآد: القُوّة - (أي مطلقًا) {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ} [ص ١٧]: "ذا القوة في الدين والشرع، والصدْع بأمر الله، والطاعة لله، وكان مع ذلك قويًا في بدنه " [بحر ٧/ ٣٧٨]. وآدَ يَئِيدُ: اشتدّ وقَوِىَ. {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: ٤٧]: بقوة [أبو عبيدة ٢/ ١٧٩، ٢٥٥]. وأيّدته -ض: قَوَّيْته: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}. {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة ٨٧]: قويناه [بحر ١/ ٤٦٧]. وقد ورد التأييد تسع مرات، وُصِل ثلاث مرات بروح القدس، وكانت بشأن سيدنا عيسى، وثلاثا بنصر الله بشأن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>