القرآن لأنه يفرق بين الحق والباطل ويبين كل شيء، والتبيين فَصْل وتمييز. والكلمة في [البقرة: ١٨٥] للتوراة، وفي [الأنفال: ٤١] مصدرًا، لأن يوم بدر فَصَل وميّز المحق من المبطل، وفي {يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[الأنفال: ٢٩] أميل إلى أن المقصود: نورًا قلبيًّا يخرج به المتقى من الشبهات [ينظر بحر ٤/ ٤٨٠ - ٤٨١]). {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان: ٤]- المراد يُفْصَل ويبرم. {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}[الكهف: ٧٨](قطع اصطحاب). {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}[القيامة: ٢٨](قطع الوجود بين أهل الدنيا). {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا}[المرسلات: ٤] اختلفوا في المراد: الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل، تفرق الأرزاق والآجال، الرياح تفرق السحاب، آيات القرآن تفرق بين الحلال والحرام، الرسل بينوا حدود أوامر اللَّه ونواهيه. . وكلها من الأصل [ينظر بحر ٨/ ٣٩٥]. و (الفريق): "الجماعة المنفردة عن آخرين "لكنها في {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ}[البقرة: ١٨٨]، بمعنى جزء أو طائفة من المال وتنطبق على الذين يقتطعون أو تُقْتَطَع لهم نسبة من مال الناس لا حق لهم فيها.
ومن الأصل "الفرق -محركة: الفزع {قَوْمٌ يَفْرَقُونَ}[التوبة: ٥٦]: يفزعون؛ لأن الفَزع الخائف يفارق ما يخافه أي يهرُب ولا يواجهه. وسائر ما في القرآن من التركيب هو بمعنى التفرق والاختلاف والتغاير، أو إيقاع ذلك.