أما "الذَنْب -بالفتح: الإِثم والجُرْم والمعصية "فهو يؤخذ من دلالة التركيب على التأخر والتخلف وهبوط الرتبة (السفول) -كما في موقع الذيل، كما سُمِّي إثمًا، وكما سُمِّيت الجريمة جريرة [ينظر (أثم)، (جرر)]. وقد أَذْنَبَ الرجلُ. {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ}[الشعراء: ١٤] وهو قَتْلُه الرجل. {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}[غافر: ٣]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو (ذَنْب) وجمعه (ذنوب) ثم (ذَنوب). وقد ذكرناه. {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[غافر ٥٥]، {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح ٢] ذنوبه - صلى الله عليه وسلم - هي الكمالات التي يترقى منها إلى كمالات أعلى. فتسميتها ذنوبا إنما هي بالنسبة لمقامه لا أنها كذنوبنا، أي من باب: حسنات الأبرار سيئات المقربين [ينظر المحرر الوجيز في تفسير {وَتُبْ عَلَيْنَا} البقرة ١٢٨، قر ١/ ٣٠٨ - ٣٠٩، ٢/ ١٣٠، ١٥/ ٣٢٤، بحر ١/ ٣١٣ - ٣١٤، ٧/ ٤٥١] (ذكر الله مع غياب القلب هو منّا حسنةٌ ما، ومنه - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز).
° معنى الفصل المعجمي (ذن): الامتداد من الأثناء أو فيها -كما يتمثل ذلك في امتداد الذنين (المخاط) من الأنف في (ذنن)، وفي مرور الأصوات في ثقب الأذن وامتداد خوصة الثُمام في (أذن)، وفي امتداد جِرْم الذنَب من مؤخر الدابة مستدِقًّا في (ذنب).
[الذال والهاء وما يثلثهما]
• (ذهه):
"الذَهّ -بالفتح: ذكاء القلب وشدة الفطنة "[ق].
ليس في التركيب استعمالات حسية، ويمكن أن نأخذ مما ذُكر المعنى التالي: