[قال ابن فارس والراغب في هذا التركيب إنه ليس في كلامهم تاء بعدها جيم غير هذا اللفظ. وفي اللسان إن اسم التاجر غلب على الخَمّار. وفي الحديث الشريف أن رجلًا دخل المسجد وقد قضي النبي- صلى الله عليه وسلم- صلاتَه فقال - صلى الله عليه وسلم - "من يتجر على هذا فيصلي معه "وفي رواية "من يَتّجر يقوم فيصلي معه ".
أجاز الهروىّ أن تكون "يتّجر "مضارع "اتّجر "افتعل من الأَجْر. والذي أراه أن الثلاثي الذي أوردوه في هذا التركيب من باب نصر هو صياغة مأخوذة من اتّجر أي من الأجر، لما سبق، ولصعوبة نطق المضارع بسكون التاء قبل الجيم. ولقصرها على هذا المعنى. وقد جاء في حديث الأضاحي:"كلوا وادخروا واتّجِروا "أي تصدقوا طالبين الأجر].
° فمعنى التركيب "العمل طلبًا للأجر ". ولولا الربْح - وهو ثمرة تعب التاجر - ما تاجر. وكان أثرياء الجاهلية يتاجرون بواسطة أُجَراء يرحلون إلى الشام واليمن ليشتروا السلع حيث تباع في مكة أو ليبيعوا ما حَمَلوا من سلع. أما تغليب اسم التاجر على الخمّار فقد كان هو الذي يعتصرها ويختزنها ويشربون عنده ويعطونه الأجر. {قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ}[الجمعة: ١١].