للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسحها بالثمام، ثم استعمل في الحشيش لأنه كالجنس منه.

(أثم):

{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة: ٢٥، ٢٦]

"ناقة آثمة ونُوق آثمات: بطيئات. وأَثَمَتْ الناقةُ المشيَ: أبطأت ".

° المعنى المحوري هو: البطء (ثقلًا أو من حمل ثقيل): وقد عنى بالإثم في قوله:

شَرِبتُ الإثم حَتَّى ضلّ عقلي ... كذاك الإثمُ تذهبُ بالعقول

الخمرَ، ولعل ذلك لما تحدثه من تخدر وثقل. والإثم: الوِزْر والذَنْب من ذلك، كقوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} [العنكبوت: ١٣] كذلك سمي "ذنبًا ", والذَنُوب: الدَلو الملأى ماء {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: ١٧٣] ولعل في قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور: ٢٣] (لا يعكر لذتهم شعور بأنهم يأتون مأثمًا، بل شربهم نعيم كُرِّموا به). وقيل (تأثيم) كذب. ينظر [قر ١٧/ ٦٩]. والمعنى الأقرب أولى. وفي قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: ٦٨] قالوا يلق عِقاب الأثام وهو حسن. وبالنظر إلى الأصل فالسبيل مفتوحة لتفسيرات أخرى ترجع إلى الثقل والبطء: كالخذلان والأَنكال والسلاسل. وقد وصف القرآنُ العابدين المرضِيَّ عنهم بالسبق: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: ١٠]، {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: ٣٢] وفي الحديث الشريف: "من أبطأ به عملُه لم يُسرع به نسبُه ". وكل ما في القرآن من التركيب هو (الإثم) الوِزْر والذَنْب، و (الأثام) حمله أو عاقبته و (التأثيم) تحميله، و (الآثم) مرتكبه، و (الأثيم) حامله.

<<  <  ج: ص:  >  >>