ومن ذلك الجمع:"حَسِبه كذا -بكسر السين وفتحها: ظنه (استحضر ذلك في رأسه). {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}[الهمزة: ٣]، {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: ٣](أي من حيث لم يضع ذلك (لم يجمعه) في رأسه ولم يُقَدّر أن يأتيه الرزق من هذا الجانب). ومن ذلك كل فعل (حَسِب) والمضارع (تحسَب)، (يحسَب) وكل (يحتسب). واسم الله عز وجل (الحسيب) أي الكافي، فعيل بمعنى مُفْعِل، من "أحسَبَ ": يكفي عبده في جميع أحواله وأشغاله، أو بمعنى المحاسب، من "حاسَبَ " [التحبير]، ومال [قر ٥/ ٤٥، ٥/ ٣٠٥] إلى أنه بمعنى فاعل، من الحساب.
[لم يذكروا فيه معاني حسية) ورأى ابن الأعرابي أنه من الحسدَ ل: القُراد الذي يَقشر الجلد فيَمتص دَمَه. وبالنظر إلى ما سبق في حس، وإلى صوت الدال نقول]
° المعنى المحوري التركيب يعبر عن: شعور حاد يحتبس في جوف الحاسد فيكرَه وُجُودَ النعمة عند المحسود إن كانت موجودة، وصيروتَها إليه إن لم تكن. وصورته في القرآن الكريم تُحِق هذا التحديد. {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}، {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}[البقرة: ١٠٩] فهم يودون ذلك السوء للمؤمنين غيظًا من تمتعهم بنعمة الإيمان دونهم، لأنهم كانوا يعرفون أن المؤمنين على حق. وكذلك ما جاء في طلب المخلّفين إلى المؤمنين إذا انطلقوا إلى مغانم