للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: ٥٨]، فُستَرَت بالحَطّ وَضْعِ الحِمل أي حُطَّ عَنا ذنوبنا [طب ٢/ ١٠٥، قر ١/ ٤١٠]. وفي ضوء ما سبق يمكن أن يتأتى في تفسيرها أن معناها الخشوع من الضغط أي ادخلوا سُجّدًا خاضعين لله تعالى. ويكون الأمر بالقول هنا أمرًا باستحضار ذلك في القلب، وهذا قوي أخذًا من استعمال القول في المتصوَّر في النفس، وفي الاعتقاد، وفي العناية الصادقة بالشيء (١).

(حوط):

{وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: ١٢]

"الحُوَّاط كتُفاح: حظيرةٌ تُتّخذ للطعام. والحائط: الجِدار -والمَحاط: المكان الذي يكون خلف القوم والمالِ يستدير بهم ويحوطهم ".

° المعنى المحوري الاستدارة حول الشيء بنحو الجدار: كالحائط والحظيرة للطعام والمال (: الماشية). ومنه "حوّط على الشيء وحيّط عليه- ض: أقام عليه حائطًا. {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: ٢٩] ثم إن (الإحاطة بالشيء) استعملت كناية عن العلم بالشيء من جميع جوانبه، وعن حفظه، وعن التمكن منه والقدرة عليه وإهلاكه.

فمن معنويه "حاطه: حفظه وتعهده. وأحاط بالأمر: أحدق به من كل جوانبه (حفظًا أو علمًا أو تمكنَا وقدرة): أحرزه كلْه وبلغ علمُه أقصاه {وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا} [النمل: ٨٤]، {أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} [الكهف: ٩١]،


(١) انظر [تاج]، (قول).

<<  <  ج: ص:  >  >>