جاء في حديث الاستسقاء "اللهم أنزل علينا في أرضنا زِينَتَها "قالوا أي نباتَها الذي يزينها "اهـ. فالمعنى أنزل علينا المطر الذي يجعلها تُخرج زينتها. ويتحقق المعنى باكتساء ظاهر البدن بالشحم واللحم (تأثرًا بامتلاء الباطن)، كما يرجَّح أنه المقصود بقول الغلام "وجهي زَيْن ". ففي هذا غالبًا جمال، كما أُخِذ الجمال من الامتلاء أيضًا. [ينظر جمل] وقد ذكر الفيروز آبادى هنا "الزانة: التُّخَمَة "كما ذكر في (زون) "الزانُ البَشَم ". فامتلاء الباطن أصيل في معنى الفصل (وخشب الزان بالغ الصلابة وهي من شدة اكتنازه بالمادة وانضغاطها فيه، ومن ذلك المعنى جاء اسمه).
ثم من ذلك الأصل جاء المعنى الشائع للتزين وهو التحلي بحلية مجتلبة تقليدًا لما هو ناشئ من البدن، كالتجمل بالأصباغ ونحوها {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ}[النور: ٣١]. ثم لما هو أعم كالدُمْلُج والمخنقة. وقد مرّ أن زينة الأرض النبات {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ} .. [يونس: ٢٤] ثم عمم اللفظ في كل ما يُسْتَحْلَى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ..}[آل عمران: ١٤]، {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ}[النمل: ٤]، {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات: ٧]. ومن ذلك العامّ "رجل مزيَّن: مقذَّذ الشعر " (كمعظَّم فيهما). والذي في القرآن الكريم من مفردات التركيب كله من الزينة: الحلية الظاهرة.
• (زنج):
"الزَنَجُ: شدة العطش. زنِجَت الإبل: عطشت مرة بعد أخرى فضاقت بطونها. زنج الرجل (تعب) وهو أن تَقَبّض أمعاء الرجل ومصارينه من الظمأ