للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأصل "رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها: بَدْؤُها وأولُ مَسِّها (أي أول الإحساس بسخونتها تدب في أثناه البدن وتَتَغلغل فيه قويةً حادة). وبَلَغَه رَسٌّ من خَبَر، وذَرْءٌ من خَبَر أي طَرَفٌ منه (دقيق نفذ إليه). وأَهْلُ الرَسِّ الذين يبتدئون الكذبَ ويُوقِعُونه في أَفْواه الناس " (يبُثّونه ويُنْفِذُونه بينهم دقيقًا لإخفائه وقويًا لإحكامه).

ومن الأصل "رَسَّ بينهم: أصلح. إنك لتَرُسّ أمرًا ما يلتئم (كأنما وضع في الفجوة والصَدْع ما يجعله يلتئم ويلتحم)، وأَفْسَد " (كأنما أنفذ بينهم ما يُفْسد) (كلاهما دَسُّ شيءٍ في الأثناء، فهو معنى عامّ لا تضادّ فيه، وإنما قد تتضاد التطبيقات الجزئية اتفاقًا).

(رسو):

{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} [النازعات: ٣٢]

"الرسِىّ -فعيل: العمود الثابتُ في وَسَط الخِباء، والرَسْوة: السِوار من الذَبْل أو من خَرَز " (الذَبْل دَرَقة السُلَحْفاة).

° المعنى المحوري ثبات الشيء بلزوم أسفله أو باطنه ما يمسكه بتمكن. كالعمود في الأرض والسِوَار في الذراع. ومنه "رَسَا الجَبَلُ: ثَبَت أصله في الأرض {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}، {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} [الرعد: ٣]، ورَسَت السفينة: بلغ أسفلُها القَعْرَ وانتهى إلى قَرَار الماء فثبتَتْ وبقيت لا تسير {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: ٤١]. وقِدْرٌ راسية: لا تبرح مكانها ولا يطاقُ تحويلها لعظمها. {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: ١٣]. والذي في القرآن من التركيب هو (رواسي) الجبال، (راسيات) القدور، و (مُرْسَى) السفينة أي رُسُوّها، ومنها (مُرْسَى)

<<  <  ج: ص:  >  >>