للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري هو: خروج الماء ونحوه مما يضمه بغزارة (١): كالمطر والخمر ... والماءِ الخارج من الإناء.

ومن ذلك: البعبعة: الفِرار من الزحف - لخواء القلب جبنًا - كقوله تعالى:

{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: ٤٣]. وقال حسان: (فأنتَ مجوَّفٌ نَخِبٌ هواءُ)

ومنه أيضًا: البعابعة: الصعاليك (فارغو الحوزة لذهاب مالهم).

(بيع):

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: ١٠]

"باع الشيءَ: أخرجه من مِلْكه بعِوَض. وباعه من غيره: اشتراه ".

° المعنى المحوري هو: انتقال ما في الحوزة - بجِرْمِهِ كلِّه - إلى حوزة أخرى: وهذا ينطبق على البيع المعهود وعلى الشراء المعهود؛ ولذا قالوا إن الكلمة


(١) (صوتيًّا): الباء للتجمع الرخو مع تلاصق ما، والعين تعبر عن التحام على رقة وضعف، والفصل منهما يعبر عن إخراج المائع بغزارة (لتجمعه وضعف حابسه) كإفراغ السحاب ماءه. وفي (بيع) تعبر الياء عن الاتصال امتدادًا، فيعبر التركيب عن امتداد الإخراج بانتقال الشيء إلى حوزة أخرى كما في البيع. وفي (بعث) تعبر الثاء عن كون النفاذ بقوة وانتشار ما - كما في بعث البعير. وفي (بعثر) تزيد الراء التعبير عن استرسال ذلك الذي بُعِث أي زيادة انتشاره كما في بعثرة الأشياء في كل اتجاه. وفي (بعد) تعبر الدال عن الضغط والحبس بامتداد، ويعبر التركيب معها عن حبس ما خرج أي الفصل أو الحجز بينه وبين غيره (بالمسافة) كما في البُعْد. وفي (بعر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب معها عن استرسال الخروج أو النفاذ شيئًا بعد شيء مع رتابة أو نظام كما في البَعَر والسَّيْر، وفي (بعض) تعبر الضاد عن غليظ الجرم ثخينة، ويعبر التركيب معها عن أن الخروج اقتطاعُ طائفة منه. وفي (بعل) تعبر اللام عن تعلق واستقلال، ويعبر التراب عن استقلال الشيء في تحصيل (أي استخراج) ما بهِ قوامه - وعلوقه كما يَعْلَق بَعْل النخل الماءَ من الأرض مصًّا، لا بالسقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>