"الثَمَد - بالفتح وبالتحريك: الماءُ القليل الذي لا مادة له/ القليل يبقى في الجَلَد/ الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف/ أن يَعمِدَ إلى موضع يلزمُ ماءَ السماء يجعلُه صِنْعا (وهو المكان الذي يجتمع فيه الماء وله مسايل من الماء) يَحْفِر في نواحيه رَكايا، فيملؤها من ذلك الماء، فيشربُ الناس الماءَ الظاهر حتى يجفّ إذا أصابه بَوَارحُ القيظ، وتبقى تلك الرَكايا، فهي الثِمَاد. وثَمَده واستثمده: نَبَثَ عنه التراب ليخرج ".
° المعنى المحوري هو: قلة الماء الخارج لشدة احتباسه في مجتمعه: كما يخرج الماء القليل من الثماد. ومن هنا سُميت ثمود، فقد كانوا أصحاب زراعة {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: ١٤٦ - ١٤٨] فلا بد أنهم كانوا حِراصًا على استبقاء المياه ومَهَرًة في استخراجها من باطن الأرض لزروعهم. ومن ذلك المعنى المحوري:"الإثْمِد: حَجَر يُتخذ منه الكحل "، وبالاكتحال تدمع العين أي تُخْرج الماء قليلًا قليلًا. "وماء مَثْمود: كثُر عليه الناس حتى فَنِي ونَفِد إلا أقلَّه. ورجل ثَمَدَته النساء: أنزفن ماءه "أي من كثرة الجماع ولم يبق في صُلبه ماء. وليس في القرآن من التركيب إلا اسم (ثمود) قوم صالح.