للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النحل: ٦٦] ومثله سائر كلمة (عبرة) في القرآن الكريم. ومنه: "عَبَر المتاع والدراهم: نظر: كَم وزنُها وما هي " (للانتقال من حالها غير المحدَّد إلى حقيقة وزنها أو حجمها أو قيمتها استخلاصًا من حالها). ثم استُعمل التركيب في الانتقال الزمني "العَبور: الجذعة من الغنم أو أصغر " (لعبوره السنة). "المُعْبَر - كمُكرَم: التيس الذي تُرِك عليه شعره سنوات فلم يُجَزّ، وجمل مُعْبَر: كثير الوَبَر، والعُبْر من الناس -بالضم: القُلْف واحدهم عَبُور: كاد يحتلم ولم يُخْتَنْ بعد. والمُعْبَرة: العفلاء ". (كل هذا من العبور الزمني أي ترك الشيء على حاله من مرحلة زمنية إلى أخرى).

(عبس):

{إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: ١٠]

"العابس: الأسد الذي تهرب منه الأسود كالعَبوس والعبَّاس "

° المعنى المحوري جهامة في الوجه تملأ النفْس وحشة كوجه الأسد. ومنه: "عبَس فلان (ضَرَب) وعبوسًا: جمع جلد ما بين عينيه وجلد جبهته وتجهم " [الوسيط] (تقبُّض أديم الوجه وتجهُّمُه يوحي بالجفاء ويوحش مَن يُسْتَقْبل بهذا، والأصل انبساط الوجه). {عَبَسَ وَتَوَلَى} [عبس: ١] (القصة معروفة). ومن الجفاء: {يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: ١٠]: شديدًا حادّ الوقع عليهم. {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} [المدثر: ٢٢]: قطب لما ضاقت عليه الحيل ولم يدر ما يقول [بجر ٨/ ٣٦٦]. ومن مادّي ما يثير في النفس النفور وهو جفاء: "العَبَس -بالتحريك: ما يَبِس على هُلْب أذناب الإبل وأفخاذها من البول والبَعَر. وعَبِس الوسخُ عليه وفيه: يَبِس ".

<<  <  ج: ص:  >  >>