للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: ١٥] أيضًا. وإنما الخلاف في مرجى الضمير أهو الأنبياء أم الكفار [ينظر بحر ٥/ ٤٠١]. وكذلك الأمر في {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: ١٩] والخلاف في المخاطبين فإن كان الكفار كان (جاءكم الفتح) للتهكم بهم [ينظر نفسه ٤/ ٤٧٣].

والخلاصة في سائر ما بقي من التركيب أن الفتح هو الحكم، أو النصر إما أخذا من الحكم أنه للمؤمنين بنصرهم دائمًا، وإما مجازًا من أن المدن كان لها قديمًا أسوار وكان التغلب يتم بالاستيلاء على أبوابها وفتحها ليدخل المنتصرون.

(فتر):

{يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: ٢٠]

"الفِتْر -بالكسر: ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة إذا فتحتهما. والفُترة -بالضم: كالسفرة من خوص يُنْخَل عليه الدقيق. وطَرْف فاتر: ضعفت جفونه فانكسرت ".

° المعنى المحوري ارتخاء الشيء لذهاب شدته فينبسط: كالفِتر بين الإبهام والسبابة وارتخاؤه إمكانية فتحه بأوسع كثيرا مما بين سواهما، وكفُتْرة الخوص منبسطة لتلقي الدقيق لكنها غير ملساء فليست محكمة في هذا، وكالطرْف الفاتر المرتخي الجفون. ومنه: "فَتَر جسمُه: لانت مفاصله وضَعُف " (ارتخي)، وكذا: "فتر الحر والشيء: سكن بعد حدّة ولان بعد شدة: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: ٢٠]: لا يضعفون ولا يَنُون أو يَرْتَخون. {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف: ٧٤ - ٧٥] أي دائم فلا فترات أو لا تُخَفَّف حدّتُه عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>