ولم يأت في القرآن من ألفاط التركيب إلَّا الناقة: التي كانت آية سيدنا صالح إلى قومه ثمود. وسائر ما جاء في المعجم من استعمالات التركيب كله من الإحكام بصورة ما. ومنه:"النَوَقة - محركة: الذين ينقَّون الشحم من اللحم لليهود "، وهذا التزام دينيّ منهم نحو لحوم البهائم لا البشر.
"النُونة: النُقْبة في ذقن الصبي الصغير. النونة: السمكة. يقال للسيف العريض المعطوف طَرَفْي الظُبَة: ذو النونين ".
° المعنى المحوري تجوفٌ وغُثُور أو غَوْصٌ إلى الداخل: كالنونة التي في ذقن الصبي فهي غائرة: في لحم ذقنه. والسيف ذو النونين يفترق طرفه وهو الظُبَة إلى شريحتين مُسْتَدِقَّتين كل منهما تنحني إلى الخارج ثم يتجه طرفها المحدَّد راجعًا إلى قرب جسم السيف مكوَّنًا تجوْفًا. فيكون طرف السيف فيه حَنْيَتان كل حَنْية نون على شكل نونة الصبي. والسمكة تَغوص في الماء، وبهذا الغوص سميت نونة، وسمي الحوت نونًا. {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} هو يونس النبي صلى الله وسلم على نبينا وعليه. سماه الله ذا النون؛ لأنه حُفِظ في جوف الحوت الذي التقمه إلى أن أُلقِيَ على الشطِّ. أما {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم: ١] فمن العلماء من فسر (نون) هنا بالدواة، فهي وعاء عميق التجوف نسبيًا ليحفظ المداد، فهو كنونة الصبي ونون السيف. ويؤيدهم ذكر القلم وتسطير الكتابة في السياق. وقال آخرون إن الكلمة هنا مراد بها حرف المعجم الذي يتلو الميم في الألفبائية. وحجتهم أنَّها رسمت في المصحف (ن) على شكل حرف الهجاء، فهي