للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالعَقْل والحِجْر لأن العقل يضبط ويحكم ويوقف، والجمع نُهَى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: ٥٤] ومولهم "ناهيك بفلان: كافيك به "يُتَوقف عنده اكتفاء به، فلا يُطلبُ مزيد.

(نهج):

{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨]

"ونهِجَ الثوبُ (تعب): بَلِيَ ولم يَتَشَقَّق وكذا الجسمُ. وطريق نَهْج -بالفتح: بَيّنٌ واضح مستقيم. وطريق ناهِجة: واضحةٌ بينة ". "النهج- بالتحريك، وبتاء، والنَهِيجُ: الرَبْوُ وتَوَاتُر النَفَس يعلو الإنسانَ والدابةَ من شدة الحَرَكة. وقد نَهِجَ (تعب): انْبَهَر حتى يَنْقَطع عليه النفَس من شدة البُهْر / ربما لهِثَ. وطَرَدْت الفَرَسَ والدابةَ حتى نَهَجَت (ضرب) فهي ناهج في شدة نفَسها ".

° المعنى المحوري اتساع أثناء الشيء لذهاب الغلظ منها فَيُنْفَذ فيها بقوة واطراد أو استقامة: كذهاب الشدة من أثناء الثوب عندما يذهب زِئْبِرُه وقوَّتُه من أثنائه، وتدق يخوطه، حتى يبقى خيوطًا متسعا ما بينها كالمُنْخُل، وكالطريق التي ذَهَبت وعورتها فصارت مُذَلَّلَة، أي مُمهدة واضحة مطردة بين الأرض المحيطة بها. والدابة إذا طُردت حتى نهجت وانبهرت ذهب غلظها وشدتها. و "المنهج- كمَقْعد ومِفتاح: الطريق الواضح المستقيم كالنَهْج "ذهبت وعورته؛ فتمهّد ووضح واتسع واستقام: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}: طريقًا مستمرًا [قر ٦/ ٢١١]. ومنه: "نَهَجْتُ لك الطريقَ: أبنته وأوضحته فاعمل على ما نَهَجْته لك. ونَهَجْته: سلكته فأَوْضَحْته. وقد نهج الأمرُ وأنهج: وَضَح ". وقد بينا المراد بالشرعة والمنهاج في (شرع) هنا. فانظره.

<<  <  ج: ص:  >  >>