للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجوف إذا تطاول ". (ويعبر عن المعنوى من هذا بالحُرْقة وشدة الوجد أي مرجعه إلى تجوف الباطن كأنما احترق أو تآكل).

(جيأ):

{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} [مريم: ٢٣].

"الجَيْأة - بالفتح، والجِيئَة - بالكسر، وكفِئَة: مجتمع ماء في هَبْطة حوالي الحصون، حفرة عظيمة يجتمع فيها ماء المطر .. وجَيْئة البطن - بالفتح: أسفل من السُرَّة إلى العانة. والجايئة: مِدّة الجُرْح والخُرَاج - كغراب/ ما اجتمع فيه من المدة والقيح ".

° المعنى المحوري انحدار إلى حيز أو تجوف سُفلي مُهَيّأ جامع: كالماء في الهبطة والحفرة وكالمِدّة قي الجرح والخُراج، والحَشا في جَيْأة البطن. وقولهم: "جَيّأتُ القِربة - ض: خِطْتها "من ذلك أي جعلتهما حيزًا مجوفًا مهيأ لحَوْز الماء واللبن. ومن هذا المعنى "المجيء: الإتيان إذ هو حضور الجائي من حيث كان إلى مكان (حيّز) للقاء أو لأمر. {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} [يس: ٢٠] {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} [مريم: ٢٣] جاء بها واضطرها وألجأها.

ولعله وضح أن أصل المجيء انحدار ومن هنا يتضح مأتى استعمال "أجاءه إلى كذا "بمعنى ألجأه واضطره، كأنه أحْدره أو دفعه.

وأما الجيء - بالكسر وبالفتح: الدُعاء إلى الطعام والشراب، ودعاء الإبل إلى الماء = فهو من حكاية الأصوات.

ولم يأت في القرآن من التركيب إلا المجيء (الحضور إلى حيز) فعلًا ماضيًا مبنيًّا للفاعل وفي آيتين للمفعول، وجاء ماضيًا مُعَدًّى بالهمزة مرة واحدة ذكرناها.

وقد ذكر الإمام الراغب بين الإتيان والمجيء فروقًا تحتاج تمحيصًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>